للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حشدم" أي: "سمعي حاشد"، و"سمعي حجرم" أي: "سمعي حجر".

و"سمعي حملان" هم السمعيون الذين استوطنوا أرض حملان، واختلطوا بالحملانيين؛ لذلك نسبوا إلى "حملان فقيل: "سمعي حملان". وأما "سمعي حشدم"؛ فهم السمعيون الذين سكنوا أرض حاشد، واختلطوا بقبيلة "حاشد" وقد كانوا يقطنون أرض "ريام". وأما "سمعي حجرم" أي: "سمعي حجر"، فهم سكان "حجر" على مقربة من "شبام"، وهم يكوِّنون جزءًا من "سمعي وقد ورد في الكتابات: "سمعي ثلث ذي حجرم"١.

وظهر من عدد من الكتابات أن عشيرة "سمعي"، قد كانت مملكة يحكمها ملوك، ولم تكن هذه المملكة بالطبع سوى "مشيخة" صغيرة بالقياس إلى مملكة سبأ، كما ورد اسم هذه العشيرة منفردًا، أي: إنه لم يقرن بحملان أو حاشد أو حجر أو غير ذلك من الأسماء. وفي ذلك دلالة على أنها قد كانت وحدة واحدة كسائر العشائر والقبائل، أو أن قسمًا من "سمعي" كان مستقلًّا منفردًا بشئونه لا يخضع لحكم قبيلة أخرى عليه، أو أن "سمعي" كانت في وقت تدوين تلك الكتابات قبيلة قوية، يحكمها ساداتها الذين لقبوا أنفسهم بألقاب الملوك، ثم أصابها ما يصيب غيرها من القبائل من تفكك وتجزؤ وتشتت، فتجزأت وطمع فيها الطامعون، فخضعت عشائر منها لحكم قبائل أخرى مثل: "حاشد" و"حملان" و"حجر".

ويصعب علينا بيان المدة التي تمتعت فيها هذه القبيلة بالاستقلال، وهو استقلال لم يكن بالبداهة مطلقًا، بل كان استقلالًا من نوع استقلال "المشايخ" والرؤساء: استقلالًا في التصرف في شئون القبيلة والمنطقة التي تتصرف فيها.

أما في العلاقات الخارجية، فيظهر أنها كانت مقيدة بسياسة الحكومات الكبيرة التي كانت لها السلطة والقوة مثل مملكة سبأ وذي ريدان.

ومن الملوك السمعيين الذين وصلت أسماؤهم إلينا، الملك "يهعن ذبين بن يسمع ال بن سمه كرب أي: "يهعان ذبيان بن يسمع إيل بن سمه كرب" "يهعان ذبيان بن إسماعيل بن سمه كرب"، والملك "سمه أفق بن سمه يفع"


١ Sab. Nschr., S. ١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>