للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الحاف بن قضاعة" ومن كان معهم من قبائل قضاعة١. وذكر "ابن خلدون" أن ملك العرب بأرض الحيرة ومشارف الشأم كان لعمرو بن الظرب، وكان جنود الزباء من بقايا العمالقة من عاد الأولى ومن نهد وسليح ابني حلوان ومن كان معهم من قبائل قضاعة، وكانت تسكن على شاطئ الفرات وقد بنت هنالك قصرًا، وتربع عند بطن المجاز، وتصيف بتدمر، أخذ قوله هذا من تأريخ الطبري وتصرفه فيه بعض التصرف٢. أما الأصل، فخبر من أخبار الأخباريين، وأما النقل فحكمه حكم الأصل بالطبع. وأما أن جنود "الزباء" من بقايا "العمالقة، فهو أمر مقبول في نظر أصحابنا الأخباريين، ولم لا؟ إن "الزباء" في رأيهم من بقايا العمالقة، أي من العرب الأولى فلم لا يكون جنودها إذن من أولئك القوم؟

وزعم بعض الأخباريين أن "الزباء" من ذرية "السميدع بن هوثر" من "بني قطورا" أهل مكة، وهي بنت "عمرو بن أذينة بن الظرب بن حسان". وبين "حسان" و"السميدع"آباء. وزعم آخرون أن "عمرو بن الظرب" كان على مشارف الشأم والجزيرة، وكان منزله بين "الخابور" و"قرقيساء"، فوقعت بينه وبين "مالك بن فهم" حروب هلك "عمرو" في بعضها، فقامت بملكه من بعده ابنته "الزباء". وقد استمرت الحرب بين "مالك" و" الزباء" إلى أن ألجأها إلى أطراف مملكتها. وكان "مالك" على ما يصفه الأخباريون رجلًا قديرًا يغير على ملوك الطوائف حتى غلبهم على كثير مما في أيديهم٣. وهو في نظرهم أول من ملك من "عرب الضاحية". وكان منزله مما يلي "الأنبار"، ثم ملك بعده أخوه "عمرو بن فهم". فلما هلك تولى من بعده "جذيمة الأبرش" الشهير في تأريخ الحيرة٤.

والذي حارب "عمرو بن الظرب" على رواية منسوبة على "ابن الكلبي" ذكرها "الطبري" هو "جذيمة الأبرش". وكان جذيمة على هذه الرواية قد جمع جموعًا من العرب سار بها يريد غزاة "عمرو"، وأقبل "عمرو" بمجموعة


١ الطبري "٢/ ٣٢".
٢ ابن خلدون "٢/ ٢٦١".
٣ ابن خلدون "٢/ ٢٥٩ وما بعدها".
٤ الطبري "٢/ ٢٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>