للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يقود ألفًا١. وذكره في باب "أعرق العرب في الغدر". فقال عنه إنه غدر بـ"بني الحارث بن كعب". وكان بينهم عهد وصلح، فغزاهم فأسروه، ففدى نفسه بمائتي قلوص، فأدى مائة، ولم يؤد البقية حتى جاء الإسلام، فهدم ما كان في الجاهلية. وغدر الأشعث أيضًا فارتد عن الإسلام.

وقال عن والده "قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة الكندي"، أنه كان من "أعرق العرب في الغدر" كذلك، وكان بينه وبين مراد ولث إلى أجل، فغزاهم في آخر يوم الأجل غادرًا. "وكان ذلك اليوم يوم الجمعة. فقالوا له: إنه قد بقي من الأجل اليوم. وكان يهوديًّا. فقال: أنه لا يحمل لي القتال غدًا. فقاتلهم، فقتلوا وهزموا جيشه. وكان معديكرب عقد لمهرة صلحًا، فغزاهم غادرًا بالعهد، فقتلوه وشقوا بطنه، فملئوه حصى"٢.

وقد لقب "قيس" بالأشج، لأثر شج في وجه، وعرف بالأعشى كذلك وقيل له: "بطريق اليمن". وذكر بعض الرواة أن كلمة "بطريق" تعني الحاذق في الحرب وأمورها٣.

وفي حق "قيس" هذا قال "الحارث بن حلزة اليشكري" في جملة ما قاله في قصيدته مفتخرًا بقومه:

حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبشٍ ... قَرَظِيٍّ كَأَنَّهُ عَبلاءُ

وقد قال الشراح إن قيسًا جاء على رأس جيش لجب ومعه راياته متحصن بسيد من بلاد القرظ، وبلاد القرظ اليمن، كأنه في منعته وشوكته هضبة من الهضاب، قد لبسوا الدروع، فردتهم "يشكر" قوم الشاعر، وقتلوا منهم٤.

ويذكر أهل الأخبار أن الشاعر الأعشى كان ممن يفد على "قيس بن معديكرب"


١ المحبر "ص٢٥٣".
٢ المحبر "ص٢٤٤ وما بعدها".
٣
قيس أو الأشعث بطريق اليمن ... لا يسأل السائل عنه ابن من
اللسان "١٠/ ٢١" "طبعة بيروت" الأغاني "٨/ ٧٨"، البيان والتبيين "١/ ١٨"، الأغاني "١١/ ١٢٦"، الأمالي للقالي "١/ ٩٢".
٤ المعلقات السبع، للزوزني "ص١٦٤" "طبعة صادر، بيروت" ابن قتيبة، كتاب المعاني الكبير "ص٩٤٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>