للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رتب المسعودي أسماء الملوك على هذا النحو: "الحارث بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس"، ثم "الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو" ثم "النعمان بن الحارث بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة"، ثم "المنذر أبو شمر بن جبلة بن ثعلبة"، ثم "عوف بن أبي شمر"، ثم "الحارث بن أبي شمر" وكان ملكه حين بعث رسول الله، ثم جبلة بن الأيهم١.

والأسماء المذكورة هي أقل من الرقم المذكور كما نرى بكثير؛ إذ هي سبعة فقط، على حين يجب أن تكون بحسب روايته أحد عشر اسمًا.

وفي الذي ذكره حمزة عن مدة حكم الغساسنة مبالغة. فلو أخذنا بالعدد الذي ذكره لمجموع حكم ملوكهم، وهو ست عشرة وستمائة سنة، لوجب علينا القول بأن ابتداء حكمهم كان حوالي الميلاد. وهو قول لم يقله أحد، ولا يؤيده أي سند أو دليل. والذي نعرفه أن مدة حكمهم هي دون المدة المذكورة بكثير، كما أن في الترتيب الذي ذكره حمزة لملوكهم تكرارًا وزيادات. وهو يخالف ما نراه عند المؤرخين الآخرين الذي تعرضوا لآل غسان.

وتختلف قائمة "ابن قتيبة الدينوري" بأسماء ملوك غسان اختلافًا كبيرًا عن قائمة "حمزة" ومن قائمة "المسعودي". وقد ذكرت فيما مضى أنه جعل "الحارث بن عمرو" المعروف بمحرق أول ملك من ملوك غسان، ثم جعل من بعده الحارث الأعرج، ثم الحارث الأصغر، ثم النعمان، وهو شقيق الحارث الأصغر.

وقد ذكر أنه كان للنعمان بن الحارث ثلاثة بنين هم: حجر بن النعمان وبه كان يكنى، النعمان بن النعمان، وعمرو بن النعمان. وقال إن فيهم يقول حسان بن ثابت:

مَن يَغُرُّ الدَهرُ أَو يَأمَنُهُ ... مِن قَبيلٍ بَعدَ عَمرٍو وَحُجُر

مَلَكا مِن جَبَلِ الثَلجِ إِلى ... جانِبَي أَيلَةَ مِن عَبدٍ وَحُرّ٢

وقال "ابن قتيبة الدينوري": ومن ولد الحارث الأعرج أيضًا عمرو بن الحارث، الذي كان النابغة صار إليه حين فارق النعمان بن المنذر، وفيه يقول النابغة:


١ مروج "٢/ ٣٠" "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد"، "٢/ ٨٣ وما بعدها"، "طبعة دار الأندلس".
٢ المعارف "ص٢٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>