للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللبيت فضل كبير على أهل مكة، وبفضله يقصدها الناس من كل أنحاء العالم حتى اليوم للحج إليه. وقد عرف البيت بـ"الكعبة"؛ لأنه مكعب على خلقة الكعب, ويقال له: "البيت العتيق" و"قادس" و"بادر"، وعرفت الكعبة بـ"القرية القديمة" كذلك١.

وبمكة جبل يطل عليها, يقال له: جبل "أبي قبيس"، ذكر بعض أهل الأخبار أنه سُمِّيَ "أبا قبيس" برجل حداد؛ لأنه أول من بنى فيه، وكان يسمى "الأمين" لأن الركن كان مستودعًا فيه٢, وأمامه جبل آخر؛ وبين الجبلين وادٍ، فيه نمت مكة ونبتت, فصارت محصورة بين سلسلتين من مرتفعات.

وقد سكن الناس جبل "أبي قبيس" قبل سكنهم بطحاء مكة؛ وذلك لأنه موضع مرتفع ولا خطر على من يسكنه من إغراق السيول له، وقد سكنته "بنو جرهم"، ويذكر أهل الأخبار أنه إنما سمي "قبيسًا" بـ"قبيس بن شالخ" رجل من جرهم, كان في أيام "عمرو بن مضاض"٣.


١ نهاية الأرب "١/ ٣١٣".
٢ نزهة الجليس "١/ ٢٧".
٣ اللسان "ق ب س", "وأبو قبيس مصغرًا: جبل بمكة, هذه عبارة الصحاح. وفي التهذيب: جبل مشرف على مسجد مكة، سمي برجل من مذحج حداد؛ لأنه أول من بنى فيه. وفي الروض للسهيلي: عرف أبو قبيس بقبيس بن شالخ, رجل من جرهم كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية، فنذرت ألَّا تكلمه وكان شديد الكلف بها، فحلف: ليقتلن قبيسًا، فهرب منه في الجبل المعروف به، وانقطع خبره، فإما مات وإما تردى منه، فسمي الجبل أبا قبيس. قال: وله خبر طويل ذكره ابن هشام في غير هذا الكتاب. وكان أبو قبيس الجبل هذا يسمى الأمين؛ لأن الركن أي: الحجر كان مستودعًا فيه، كما ذكره أهل السير والمغازي" تاج العروس "٤/ ٢١٢" "قبس", "والأخشبان: جبلا مكة، وفي الحديث في ذكر مكة: "لا تزول مكة حتى يزول أخشباها" أي: جبلاها ... الأخشبان: الجبلان المطيفان بمكة، وهما: أبو قبيس وقعيقعان ويسميان الجبجاب أيضا. ويقال: بل هما أبو قبيس والأحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان. وقال ابن وهب: الأخشبان: جبلا منى اللذان تحت العقبة، وكل خشن غليظ من الجبال فهو أخشب, وقال السيد العلوي: الأخشب الشرقي أبو قبيس والأخشب الغربي وهو المعروف بجبل الخط, والخط من وادي إبراهيم -عليه السلام-. وقال الأصمعي:=

<<  <  ج: ص:  >  >>