للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، على نحو ما كان عليه الملوك الغساسنة, وكما سأتحدث عن هذا الموضوع فيما بعد.

والظاهر أن مشروعه هذا لم يلاقِ نجاحًا؛ لأن سادات مكة وفي جملتهم رجال من "بني أسد بن عبد العزى"، مثل "الأسود بن المطلب" و"أبي زمعة"، والأثرياء من الأسرة الأخرى عارضوه؛ لأنهم كانوا تجارًا يتاجرون مع الفرس والروم، وانحيازهم إلى الروم معناه خروج مكة عن سياسة الحياد التي اتبعوها تجاه المعسكرين: الفرس والروم، وسيؤدي هذا الانحياز إلى عرقلة اتجارهم مع الفرس ومع الأرضين الخاضعة لنفوذهم, وتؤدي هذه العرقلة إلى خسارة فادحة تقع بتجارتهم، لا سيما وأن الفرس كانوا قد استولوا على اليمن, ولأهل مكة تجارة واسعة معها. ثم إن بين أهل مكة رجالًا لهم شأن ومكانة في قومهم، وكانوا أرفع منزلة من "عثمان بن الحويرث"؛ لذلك لم يكن من الممكن بالنسبة لهم الانصياع له, حتى وإن أرسل الروم جيشًا قويًّا منظمًا على مكة؛ لذلك لم يتحقق حلم "عثمان" في الرياسة ولو بمساعدة قوات أجنبية.

وزعم بعض أهل الأخبار أن "الحارث بن ظالم المري"، ذكر "آل قصي" في شعره، ودعاهم بـ"قرابين الإله", إذ قال:

وإن تعصب بهم نسبي فمنهم ... قرابين الإله بنو قصيّ١

وهو في عرف بعض النسابين: "قصي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن فهر"٢, و"قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضَر بن نزار بن معد بن عدنان"، في شجرة نسبه التي توصله إلى جده الأعلى "عدنان"٣. فأبوه هو كلاب, أما أمه فهي "فاطمة بنت سعد بن


١ الثعالبي، ثمار "١٦".
٢ ابن الأثير، الكامل "٢/ ٧ وما بعدها", المعارف "٧٠، ١١٧، ١٢٠، ١٣٠"، ابن سعد، طبقات "١/ ٦٨".
٣ الطبري "٢/ ٦٦١ وما بعدها", "دار المعارف بمصر", مروج "٢/ ١٦٤", "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد", الذهبي، تأريخ الإسلام "١/ ١٨", أبو الفداء، المختصر "١/ ١١٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>