للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربيعة ومضر ويمن وقضاعة١. وذلك على رأي من جعل قضاعة ركنًا قائمًا بذاته, ولا يمكن أن يخرج نسب عربي أصيل عن أصل من هذه الأصول.

وورد أن العرب في النسب على أربع طبقات: خندفي, وقيسي، ونزاري، ويمني٢, ويمن هي قحطان. وكان العرب يتعززون بانتسابهم إلى اليمن، فكان من ينقلب على نسبه يتخذ لنفسه نسبًا يمانيًّا. "وأكثر العزوة لمن ينقلب عن نفسه إلى اليمن، لأجل أن الملوك كانت في اليمن مثل: آل النعمان بن المنذر من لخم، وآل سليح من قضاعة، وآل محرق، وآل العرنج، وهو حِمْيَر الأكبر ابن سبأ كالتبابعة والأذواء, وغيرهم. والعرب يطلبون العز ولو كان في شامخات الشواهق، وبطون الأمالق البوالق، فينتسبون إلى الأعز لحماية الحمية وإباءة الدنية ... "٣.

ورجع بعض النسابين المعروفين نسب العرب إلى ثلاث جراثيم: نزار، واليمن, وقضاعة٤. ويمثل رأيهم هذا رأي القائلين بالأركان الأربعة للقبائل بالضبط؛ لأن نزارًا هو في عرفهم والد ربيعة ومضر، وكل ما فعلوه هنا هو أنهم حذفوا اسمي الولدين وأحلوا اسم والدهما في محلهما.

ورجع "المأمون" الخليفة العباسي، أصول العرب إلى: قيس ويمن وربيعة ومضر. فلما تعرض عربي بالمأمون وهو في زيارته لبلاد الشام، ولامه في تقديم أهل خراسان على العرب، بقوله: "يا أمير المؤمنين, انظر لعرب الشام كما نظرت لعجم خراسان"، أجابه الخليفة: "أكثرت عليَّ يا أخا أهل الشام، والله ما أنزلت قيسًا عن ظهور الخيل إلا وأنا أرى أنه لم يبق في بيت مالي درهم واحد. وأما اليمن فوالله ما أحببتها ولا أحبتني قط. وأما ربيعة فساخطة على ربها منذ بعث الله نبيه من مضر، ولم يخرج اثنان إلا خرج أحدهما شاربا, اغرب عني فعل الله بك......"٥.

فأركان العرب في رأي المأمون أربعة: قيس ويمن وربيعة ومضر. وهي كتل


١ بلوغ الأرب "٣/ ٢٠٣".
٢ نهاية الأرب "٣/ ٢٧٨".
٣ نهاية الأرب "٢/ ٢٨٣".
٤ الإنباه "٦٣".
٥ الإسلام والمشكلة العنصرية، لعبد الحميد العبادي "ص٩٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>