للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللقبائل شعار ينادون به عند العصبية، فإذا وقع على أحد من أهل يثرب اعتداء وأراد المؤازرة والنصرة، نادى: يا لَآل قَيْلة، وإذا كان من تميم نادى: يا لَتميم، وهكذا, فيهرع من يكون حاضرًا ساعة النداء لينصر صاحبه الذي هو من قومه، وليؤازره. وتعد التلبية من أهم مفاخر الرجال والقبائل وواجبًا من الواجبات١.

ويتداعى الناس إلى العصبية في القتال, وإذا أرادوا إهاجة قومهم نادوا بالعصبية. وقد وقع خلاف بين المهاجرين والأنصار في المدينة والرسول فيها, فقال قوم: يا للأنصار, وقال قوم: يا للمهاجرين. فسمع النبي تداعيهم وصراخهم، فقال لهم: "دعوها؛ فإنها منتة"، ودعاها بـ"دعوى الجاهلية"، وفي الحديث: "ما بال دعوى الجاهلية؟ " هو قولهم: يا لفلان, كانوا يدعون بعضهم بعضًا عند الأمر الشديد٢.


١ اللسان "٦/ ٨١"، ابن هشام "٤/ ٢٨"، الأغاني "١٥/ ٧١"، "يا لَطيء"، شرح ديوان الحماسة "١/ ١٦٨".
٢ اللسان "دعا"، "١٤/ ٢٥٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>