للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"القسود"، كونوا طبقة كبيرة خاصة في دولة سبأ، كانت منزلتها دون منزلة الأشراف وأصحاب الإقطاع وفوق رقيق الأرض، المسمون ب "أدومت"، التابعين للأرض والذين يباعون معها عند بيع الأرض. وكانوا يستغلون الأرض التي تعطى لهم لاستغلالها في مقابل أداء الخدمة العسكرية والاشتراك في القتال عند وقوعه، فهم عساكر وفلاحون في آن واحد. ويشبه حالهم حال العساكر الذين منحهم الخلفاء الراشدون أرضين زراعية لاستغلالها في مقابل هرعهم إلى القتال مع المحاربين عند توجيه الدعوة لهم. وهو نظام كان عند الساسانيين والبيزنطيين.

وقد كان الأشراف وأصحاب الإقطاع يستأجرون من لا أرض له، بإعطائه أرضًا لاستغلالها في مقابل الدفاع عنهم والقتال دونهم. ولذلك كان لكل إقطاعي "قسود" أستطيع تسميتهم بالفلاحين المحاربين. يحاربون معه ويدافعون عنه. وإذا مات سيدهم، صارت السيادة إلى من ينتقل الإرث إليه.

ويعرف المحارب ب "أسدم" "أسد" في العربيات الجنوبية، أي جندي وعسكري في اصطلاحنا اليوم. وهم أحرار وعبيد. ووردت في بعض الكتابات جملة "أسد أملكن" "أسد أملكان"، أي "جنود الملك" و "جنود الملوك" وذلك تعبيرًا عن جماعة اختصت بالخدمة في جيش الملك. وقد أشير إليهم في كتابة بمناسبة إنشاء طريق١.

ويلحق هذه الطبقة طبقة ال "أتمت" ويراد بها الجنود المرتزقة، أو ما يعبر عنه ب "العساكر" في الزمن الحاضر٢، وقد كَوّن "العساكر" أو "عساكر السلطان" كما عرفوا في بعض البلاد الإسلامية في أيام الخلافة طبقة خاصة، اعتمدت على سلطانها وقوتها، فلم تحفل بأحد وأخذت تعتدي على الأهلين. وقد كانوا خليطًا من الأحرار ومن الرقيق، واعتمد عليهم الحكّام في الدفاع عنهم وفي القضاء على خصومهم، فعاشوا على خدمة سادتهم، وقد صارت حرفتهم وراثية، فابن ال "أتمت"، ينتسب إلى الخدمة في المعسكر أيضًا حين بلوغه سن الخدمة ويعيش في خدمة سيده.


١ Rep. Epig. ٤٦٢٤, J. Rvckmans, L.htm'institution Monarchique, ١٤٧, Arabien, S. ١٢٣.
٢ A. Grohmann, S. ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>