للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي رئيسنا والذي نعظمه. وتقول "ساد قومه"، أي صار سيدهم ورئيسهم١. ونعت "قيس بن عديّ" ب "سيد قريش"٢. وكان يوم وفاة "سعد ب معاذ" بالمدينة يومًا مشهودًا. حتى حضر الرسول جنازته وكبر عليه تسعًا، كما كبر على حمزة، تعظيمًا لشأنه. وشهد دفنه٣: وكان من عادة أهل مكة في الجاهلية أنه إذا مات لهم سيد كبير أغلقوا أسواقهم إعظاما لموته، وتعبيرًا عن تقديرهم له٤. فغلق الأسواق عند الجاهليين عند وفاة رجل خطير من أمارات التقدير والتعظيم.

ومن أمارات تكريم الميت الشريف، تجمع الناس عند بيته، احتفالًا به لنقله إلى موضع دفنه. وإذا كان الميت خطير الشأن كان الجمع أكبر. وهو يتناسب في كثرته مع مكانة ودرجة الميت في المجتمع. وقد ذكر أنهم كانوا يقولون للرجل الشريف يقتل: "العقيرة"٥.

والسادات هم الرءوس، رءوس الناس. أما من دونهم فأذناب. وعرفوا ب "أذناب الناس وذنباتهم"، أي أتباعهم وسفلتهم، والأتباع دون الرؤساء. ويقال: جاء فلان بذنبه، أي أتباعه. قال الحطيئة يمدح قومًا:

قوم هم الرأس والأذناب غيرهم

ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا٦

والسادات "مصابيح الظلام" ومشاعله، بنورهم يهتدي الفقراء وأصحاب الحاجة والفاقة، فينالون منهم ما يخفف عن كربهم وفقرهم. يطعمون الناس في الحضر والسفر، فهم سادة الناس وملاذهم حين تغلق كل الأبواب بأوجه الأذناب التاعسين البائسين.

ويقال لأشراف قوم وللبارزين منهم وجوه القوم ووجهاء القوم، فورد "وكان من وجوه القرشيين"، و "كان من وجوه قريش". وأما "سروات" مثل


١ اللسان "٣/ ٢٢٩ وما بعدها"، "صادر"، "سود".
٢ نسب قريش "٤٠٠".
٣ الثعالبي، ثمار "٦٤".
٤ البلاذري، أنساب "١/ ٨٧".
٥ تاج العروس "٣/ ٤١٥"، "عقر".
٦ تاج العروس "١/ ٢٥٤"، "ذنب".

<<  <  ج: ص:  >  >>