للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بني تميم" على الرسول فأسلم. وقد قال له الرسول لما دنا منه: "هذا سيد أهل الوبر"١.

وأما "الأحنف بن قيس"، فهو تميمي كذلك. أدرك النبي ولم يجتمع به. وكان يضرب بحلمه المثل. وله قصص مع الخلفاء. وسكن البصرة، وبها مات سنة سبع وستين٢.

وقد رجّح الجاحظ "الأحنف" على كل من عرف عند العرب واشتهر بينهم بالحلم، حتى رجحه على لقمان ولقيم وقيس بن عاصم ومعاوية بن أبي سفيان. وله قصص مع معاوية٣. ونسبوا له حكمًا وشعرًا٤. وذكر أنه هو القائل: "لا تزال العرب بخير ما لبست العمائم، وتقلدت السيوف، وركبت الخيل، ولم تأخذها حميّة الأوغاد. قيل: وما حمية الأوغاد؟ قال: أن يروا الحلم ذلًّا، والتواهب ضيمًا"٥. وقيل للأحنف بن قيس: بماذا سدت؟ فقال: بثلاث، بذل الندى، وكف الأذى، ونصر المولى. وقال: إنما تعلمت الحلم من قيس بن عاصم: أُتي بقاتل ابنه فقال: رعبتم الفتى. وأقبل عليه فقال: يا بني لقد نقصت عددك، وأوهنت ركنك، وفتت في عضدك، وأشمتَّ عدوك، وأسأت بقومك، خلوا سبيله، وما حل حبوته، ولا تغير وجهه٦.

وللعرب كلمة تقولها عند طلب العفو والحلم وفي مواطن الغضب والتشاجر، هي: "إذا ملكت فاسجح"، يقصد بها طلب العفو والحلم عند ثوران الغضب. ولهم كلمات أخرى كثيرة في الحث على التحلي بالحلم والصبر٧.

ومن خصال السادة: النخوة. وقد عرف بها العرب حتى ضرب بها المثل، فقيل: نخوة العرب، وورد: "لؤم النبيط ونخوة العرب". وهم ينتخون لمن


١ الإصابة "٣/ ٢٤٢"، "رقم ٧١٩٦"، أمالي المرتضى "١/ ١١٢".
٢ الإصابة "١/ ١١٠"، "رقم ٤٢٩"، أمالي المرتضى "١/ ١١٢".
٣ الثعالبي، ثمار "٨٩". أمالي المرتضى "١/ ٢٧٣، ٢٧٥، ٢٩٢، ٢٩٨".
٤ كتاب فصل ما بين العداوة والحسد، ومن رسائل الجاحظ "١/ ٣٤٤، ٣٦١، ٣٨١"، عيون الأخبار "٤/ ٩"، أدب الدنيا والدين "١٣٥".
٥ كتاب فصل ما بين العداوة "١/ ٣٦١".
٦ أمالي المرتضى: "١/ ١١٣ وما بعدها".
٧ بلوغ الأرب "١/ ١٠١ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>