للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحم، وبلزوم إطاعة الوالدين، ونبذ الحقد والضغينة١.

ومنهم: المستوغر: وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة. ذكروا أنه عاش ثلاثمائة وعشرين، وأدرك الإسلام أو كاد يدرك أوله. ونسبوا له شعرًا وحكما٢.

وحشروا في المعمّرين: "دويد بن زيد" من قضاعة. ذكروا أنه عاش أربعمائة سنة وستًّا وخمسين سنة ونسبوا له وصية فيها: "أوصيكم بالناس شرًّا، لا ترحموا لهم عبرة، ولا تقيلوا لهم عثرة" إلى آخر ذلك من وصية فيها شدة على الناس وحث لأهله على عدم الرحمة بهم، وألا يرحموا أحدًا، وألّا يهنوا٣. وهي تمثل وضعًا خاصًّا ورأيًا لواضع هذه الوصية ولراويها من أناس زمانه، فيها سوء ظن، ووجوب الحذر والاعتماد على النفس: حيث لا ينفع الإنسان في حياته إلا نفسه.

ومن المعمرين زهير بن جناب. عاش مائتي سنة وعشرين سنة. وأوقع مائتي وقعة، وكان سيّدًا مطاعًا شريفًا في قومه. فيه عشر خصال لم يجتمعن في غيره من أهل زمانه، كان سيد قومه وشريفهم، وخطيبهم، وشاعرهم، ووافدهم إلى الملوك، وطبيبهم، وحازي قومه، وكان فارس قومه وله البيت فيهم. وقد نسبوا له وصية، على عادتهم في نسبتهم الوصايا إلى المعمرين. ذكروا أنه أوصى بنيه فيها بوجوب التجمع ومقاومة النوائب وترك التخاذل والاتكال، وبعدم الغرور في هذه الدنيا، فإنما الإنسان في هذه الدنيا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه، ومجاوز موضعه، وواقع عن يمينه وشماله، ثم لا بد أنه مصيبه. ورووا له شعرًا وحكمًا.

وذُكر أنه كان على عهد "كليب وائل"، ولم يكن في العرب أنطق من زهير ولا أوجَه منه عند الملوك، وكان لسداد رأيه يسمى كاهنًا، ولم تجمع قضاعة إلا عليه وعلى رزاح بن ربيعة٤.

واختلف في عمر "ذو الأصبع العدواني" يوم مات. فذكر بعضهم أنه


١ أمالي المرتضى "١/ ٢٣٢ وما بعدها".
٢ أمالي المرتضى "١/ ٣٣٤ وما بعدها".
٣ أمالي المرتضى "١/ ٢٣٦ وما بعدها".
٤ أمالي المرتضى "١/ ٢٤٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>