للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعامل من تضرب له القبة معاملة خاصة. وتعرف قبة الأدم بـ "قبة المبناة" أيضا١.

وذكر بعض علماء اللغة أن القبة هي البناء من الأدم خاصة. وذكر بعض آخر أن القبة من الخباء بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب٢.

وذكر "الطبري" في كلامه عن غزوة الخندق، أن الرسول أدار المعركة "وهو ضارب عليه قبّة تُرْكِيّة"٣. ولم يشر إلى شكل هذه القبّة ولا إلى سبب تسميتها بذلك.

وقد اشتهرت "القباب الحُمْر"المصنوعة من أدم، يأوي إليها أصحاب الجاه واليسار والمشهورون. وقد ذكر أن النابغة الذبياني كان يضرب له بسوق عكاظ قبة حمراء من أدم، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان ممن أنشده "حسان بن ثابت". وقد انتقده النابغة بأدب ولطف٤. وقيل: إن بيت الأدم، قبة الملك، يجتمع فيها كل ضرب، يأكلون الطعام٥.

ويذكر أهل الأخبار أن العرب تضرب الأخبية لأنفسها، والمضارب لملوكها، والمضارب إنما ترتبط بالأوتاد٦. وذكر أن الخباء هو ما كان من وبر أو صوف ولا يكون من شعر، وهو على عمودين أو ثلاثة، وما فوق ذلك فهو بيت.

وقيل: الخباء من شعر أو صوف، وهو دون المظلة. وهو من بيوت الأعراب٧.

وذكر أن "المظلة" الكبير من الأخبية ذات رواق، وربما كانت شقة وشقتين وثلاثا، وربما كان لها كفاء وهو مؤخرها. قال بعض علماء اللغة: إنها تكون من الشعر، وقال بعض آخر: لا تكون إلا من الثياب٨.

و"المضرب" الفسطاط العظيم، وهو فسطاط الملك. وقد استعمل للملوك خاصة، لأصحاب الجاه والعز والمكانة. ولهذا كانوا إذا مدحوا إنسانًا وأرادوا


١ البرقوقي "ص١٥٦"، اللسان "١٤/ ٩٥"، "بني".
٢ تاج العروس "١/ ٤١٩"، "قبب".
٣ تاريخ الطبري "٢/ ٥٦٨".
٤ البرقوقي "ص٣٧١ وما بعدها".
٥ المعاني الكبير "٣/ ١٢٥٤".
٦ مجمع الأمثال "١/ ٣٦٤".
٧ اللسان "١٤/ ٢٢٣"، "خبي"، "١٤/ ٩٥"، "بني"، تاج العروس "١/ ٥٩ وما بعدها"، "خبا".
٨ تاج العروس "٧/ ٤٢٧"، "ظلل".

<<  <  ج: ص:  >  >>