للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه. وقد يؤدي ذلك إلى وقوع قتال بنداء العصبية وبتجمع أهل البيت للأخذ بثأرهم ممن ثلب حرمة بيتهم وتطاول عليه، ودنس شرفه، بالإساءة إليه. ولن تغفر الإساءة ولا يغسل عارها إلا بالانتقام وبالانتقاص من شأن ذلك الإنسان الذي انتهك حرمة بيت غيره.

ومن حرمة البيت عدم جواز دخوله إلا بإذن من صاحبه. فإن دخل إليه دون إذن، عنف الداخل وأنب، وإن ثبت أنه دخله عن غاية وتصميم عد معتديًا عليه منتهكًا لحرمته. ويكون جزاءه الانتقام منه. وعلى من يريد دخول بيت الاستئذان من أصحابه حتى وإن كان البيت خيمة مهلهلة تذروها الرياح.

لأن تلك الخيمة هي بيت ومأوى. ولا ينظر الناس إلى نوع البيت وإلى جنسه بل إلى أهله، فالبيت بأهله لا بكيفيته، وحرمته من حرمة أصحابه.

وقد كان بعض الجاهليين يدخلون البيوت من غير استئذان، ولا سيما الأعراب.

ومنهم من كان يقف عند الباب فينادي: يا فلان اخرج، أو يا فلان أأدخل. ونجد في كتب السير والأخبار أن من الأعراب من كان يقف أمام حجر النبي وينادي: أخرج يا محمد؟ ولهذا شدد على "الاستئذان" وعلى السلام في الإسلام١.

ولا يخاطب الرجل الرجل الأكبر منه سنًّا أو منزلة باسمه، وإنما يخاطبه بكنيته.

كأن يقول يا أبا فلان، وتكون الكنية باسم الابن الأكبر، إلا إذا حدث ما يستوجب عدم ذكر اسمه. فيكنى بغيره ممن يختارهم ذلك الرجل. وقد لا يكون ولدًا، ولكنه يكنى مع ذلك بكنية يختارها هو، أو تكون متعارفة عن الاسم بين الناس. ولا تزال عادة التكنية مستعملة عند الحضر وعند الأعراب. وقد عرف بعضهم الكنية بـ"اسم يطلق على الشخص للتعظيم نحو أبي حفص وأبي حسن، أو علامة عليه". وتقوم الكنية مقام الاسم فيعرف صاحها بها كما يعرف باسمه كأبي لهب عرف بكنيته. وأبو فلان كنيته٢.


١ إرشاد الساري "٩/ ١٣٠، ١٤٠" "باب الاستئذان".
٢ تاج العروس "١٠/ ٣١٩"، "كنى".

<<  <  ج: ص:  >  >>