للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه بركة وتسع آبار كبار وصغار بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج، وإحساء "غنى" وأحساء اليمامة، أحساء جديلة١.

ويشرب الأعراب الماء بأيديهم، بأن يمدوا أيديهم في عين الماء أو في مستجمعه ثم يغرفوا منه، فيشربوه وهكذا حتى يرتووا. وقد ينبطح أحدهم على الأرض، ثم يمد فمه إلى الماء فيشرب منه. أما بالنسبة إلى الآبار والقرب ومخازن الماء، فإنهم قد يشربون من أفواه الدلاء أو القرب، وقد يستعملون أواني يشربون بها منها: الغمر، وهو قدح صغير، والقدح والتبن، والصحن والقعب، وغير ذلك من أسماء ذكرها علماء اللغة٢.

وقد يتجمع الماء في حفر، فيكوِّن بركًا. وذكر أن البركة مثل الحوض يحفر في الأرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض. وذكر أن العرب يسمون الصهاريج التي سويت بالآجر وصرجت بالنورة في طريق مكة ومناهلها بركًا.

وربَّ بركة تكون ألف ذراع وأقل وأكثر. وأما الحياض التي تسوى لماء السماء ولا تطوى بالآجر، فهي الأصناع٣.

وذكر علماء اللغة أن "الصنع"، مصنعة الماء، وهي خشبة يحبس بها الماء وتمسكه حينًا، والجمع "أصناع". وذكر أن "المصنعة" كالحوض أو شبه الصهريج يجمع فيها ماء المطر، يحتفرها الناس فيملأونها ماء السماء يشربونها. وورد أن "الحبس" مثل المصنعة٤.

ولهم في سقي إبلهم عادات. وكانوا يسمّون كل سقية حسب يومها. فإذا سقوا الإبل كل يوم، قالوا: سقيناها رفهًا، وإذا أوردوها يومًا وتركوها في المرعى يومًا، قالوا: سقيناها غبًّا. وإذا أقاموها في المرعى بعد يوم الشرب يومين ثم أوردوها في اليوم الثالث يقولون: سقيناها ربعًا، وهكذا. وتمام ظمأ الإبل في الغالب ثمانية أيام فإذا أوردوها في اليوم التاسع منه، وهو العاشر من الشرب الأول، قالوا: سقيناها عِشرًا بالكسر. إلى غير ذلك مما تجده في كتب اللغة عن هذا الموضوع٥.

ومن أوعية الماء "المهراس". حجر منقور ضخم لا يقله الرجال ولا يحركونه


١ تاج العروس "١٠/ ٩"، "حسى".
٢ بلوغ الأرب "١/ ٣٩٣ وما بعدها".
٣ تاج العروس "٧/ ١٠٦"، "برك".
٤ تاج العروس "٥/ ٤٢٢"، "صنع".
٥ بلوغ الأرب "١/ ٣٩٤ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>