للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج "النهي" "الناهي"، انتهوا عنه١.

وكانوا إذا خرجوا إلى الأسفار أوقدوا نارًا بينهم وبين المنزل الذي يريدونه.

ولم يوقدوا بينهم وبين المنزل الذي خرجوا منه تفاؤلًا بالرجوع إليه٢.

وللمهنئين بسلامة العودة، تعابير خاصة يقولونها للمسافرين حين السفر وحين العودة. وفي جملة ما كانوا يقولونه للإياب من السفر: "سفر رجيع". وسفر رجيع: مرجوع فيه مرارًا٣.

ومن مناسبات الفرح والسرور، الإبلال من مرض والشفاء منه. فالشفاء من المرض عودة إلى الحياة وولادة من جديد، وعمر يضاف إلى عمر المريض. لذلك كان المرضى يتوسلون إلى آلهتهم أن تمن عليهم بالصحة والشفاء والعافية مما ابتلوا به، ويعدونها بتقديم نذر إن أعادت إليهم صحتهم وعافيتهم. وقد حصل المنقبون على ألواح كثير كتب فيها شكر وحمد وثناء على الآلهة لأنها أجابت دعوة صاحب الكتابة، فعافته من مرضه، ومنت عليه بالصحة والعافية، وأبرأته مما أصيب به من أمراض أو جروح في معارك، فهو يوفي بوعده لها ويقدم لها نذره ويحمدها على نعمها عليه. وقد يولمون وليمة يقولون لها "البلة"، و"البلّة" العافية من المرض٤.

ويعود أهل الجاهلية مرضاهم، للإعراب لهم عن تمنياتهم لهم بالشفاء العاجل والإبلال من المرض، كما يعودونهم بعد الشفاء لتهنئتهم على عودة الصحة إليهم، وشفائهم مما ابتلوا به من مرض. ويقع "العود" من الرجال والنساء٥. ويقال لمن حسنت حاله بعد الهزال، ولمن شفي من مرض "بل الرجل"، من مرضه و"بل من مرضه"، و"أبل"٦.


١ ابن قيم الجوزية، كتاب الهدي النبوي "٢/ ٣١"، "في هديه صلى الله عليه وسلم في أذكار السفر وآدابه".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ٣٢٤".
٣ تاج العروس "٥/ ٣٥١"، "رجع".
٤ تاج العروس "٧/ ٢٣٣"، "بلل".
٥ تاج العروس "٢/ ٤٣٦"، "عود".
٦ تاج العروس "٧/ ٢٣٣"، "بلل".

<<  <  ج: ص:  >  >>