للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان للملك "النعمان" قصر بالحيرة عرف بـ"القصر الأبيض"، لبياضه، يظهر أن جدرانه كانت مجصصة، فظهرت بيضاء. ويذكر أهل الأخبار أن النعمان، كان عنده دواوين شعر فيها ما مدح به، أو ما مدح به آله. ثم أمر فدفنها في قصره هذا، فلما كان "المختار" قيل له: إن تحت القصر كنزًا فأمر به فحفر، فاستخرج الكنز ثم صار إلى آل مروان أو ما صار منه. وكان هذا القصر دار ملكه ومقره في الحيرة، إذ لم يذكروا له قصرًا آخر له فيها.

وكان للأكاسرة القصر الأبيض بالمدائن، ذكر أنه كان من العجائب، ولم يزل قائمًا إلى أن نقضه "المكتفي بالله" العباسي في حدود سنة ٢٩٠هـ. وبني بشرفاته أساس التاج الذي بدار الخلافة وبأساسه شرفاته. وقد ذكره البحتري١.

وذكر "الزبيدي"، اسم قصر دعاه "لحيان"٢، زعم أنه "قصر النعمان بن المنذر بن ساوى" بالحيرة٣. فهل قصد بذلك شخصًا آخر من أهل الحيرة؟

أم إنه وهم من أوهام عديدة نجدهم في "تاج العروس" في أمور تاريخية، قد يكون المسئول عنها نساخ الكتاب في بعض الأحيان.

ونسب بعض أهل الأخبار إلى "النعمان بن المنذر"ن دارًا، قالوا لها: "الزوراء"، ذكروا أن "أبا جعفر المنصور" هدمها٤.


١ تاج العروس "٥/ ١٠"، "بيض".
٢ بالفتح.
٣ تاج العروس "١٠/ ٣٢٤"، "لحى".
٤ تاج العروس "٣/ ٢٤٦"، "زور".

<<  <  ج: ص:  >  >>