للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموظفين ومن رجال الدين من درجة "رشو"١. وقد ذهب "ويبر" Weber إلى أن "القين" والـ"رشو" هما شيء واحد٢. أما "هارتمن" Hartmann فيرى أن القين غير الرشو، فهو وظيفة دنيوية ومركز حكومي. أما "الرشو" فإنه منزلة دينية، فهو "كاهن" إلَه ما وتعني رئاسة دينية. وقد يستعمل "قين" لأداء المعنيين.

أما "رشو"، فإنه لا يستعمل إلا في الأمور الدينية وفي التعبير عن منزلة كهنوتية٣.

وذهب بعض الباحثين إلى أن "القين" "رشو" أيضًا، أي رجل دين، ولكنه تخصص بالأمور الإدارية والمالية للمعابد. وقد يتولى قيادة الناس في الحروب أيضًا٤.

وقد ورد في نص عثر عليه في "حرم بلقيس" اسم كاهن عرف بـ"تبعكرب" "تبع كرب"، كان رجل دين، أي: "رشو" و"قينا" في الوقت نفسه على "سحر". ويدل ذلك على أن رجل الدين هذا كان يجمع بين سلطتين: سلطة دينية هي درجة "رشو"، وسلطة زمنية هي درجة "قين"٥.

وفهم من بعض نصوص المسند أن "القين" كان يساعد الملك في إدارة بعض الأعمال، كما كان ينوب عنه في إدارة المدينة أو المعبد. وفهم من نصوص أخرى أنه كان يدير أملاك المعابد، وأنه كان يتولى قيادة الجيش أوتهيئة ما يحتاج إليه٦.

واستدل من تعداد هذه الأعمال المدونة في النصوص، أن عمل "القين" لم يكن عملًا معينًا محدودًا بحدود وقيود، وإنما كان يشمل كل عمل وشغل كان الملك يعهد به إلى أحد الأقيان. أي: أن القين لم يكن موظفًا يشغل وظيفة معينة محددة، بل كان من كبار رجال الدولة ومن السادات، له مواهب وكفاءات وله قرب وحظوة عند الملك، فإذا احتاج الملك إلى إنجاز عمل ما، كلف أحد أقيانه القيام به.

والقين دون الكبير في الدرجة، فقد جاء في بعض الكتابات أن الأقيان كانوا يخضعون للكبراء٧، كما يتبين ذلك من كتابات عثر عليها في "شبام أقيان".


١ Handbuch I, S. ١٣١
٢ Weber, Studien, III, S. ٤٣
٣ Hartmann, Arab. Frage, S. ١٨١
٤ Hartmann, Arab. Frage, S. ١٨١
٥ راجع الفقرة الأولى من النص الموسوم بـ: Glaser ٤٨١
٦ Grohmann, s. ١٣٠. Rhodokannakis, Stud, II, S. ١٥
٧ Halevy ١٥٠, Handbuch, I, S. ١٣١, Grohmann, s. ١٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>