للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما لا يكون الخاتم مكتوبًا، بل يكون محفورًا، حفرت عليه صور. فقد ورد أن في خاتم أنس بن مالك نقش ذئب أو "ثعلب"، وكان خاتم عمران بن الحصين نقشه تمثال رجال متقلد سيفًا. ويختم به على الطين، وقد ورد: أن عمر بن الخطاب نهى أن يكتب في الخواتيم شيء من العربية١.

وفي العربيات الجنوبية لفظة "جزم"، وترد في كتب العقود والالتزامات، وتعني القطع، وقطع إنسان عهدًا على نفسه وإمضاءً له، كما نقول: "جزم اليمين: أمضاه"٢ وأما لفظة "تجزم" فمعناها عقد عقدًا، أو أمضى يمينًا واتفاقًا٣.

وتختم نصوص الاتفاقيات والعهود في بعض كتابات العربية الجنوبية بلفظة "صدق" أحيانًا٤، دلالة على اكتسابها الصفة الشرعية وموافقة المتعاقدين التامة، وهي في معنى "صودق" التي تدون في نهاية المعاهدات والاتفاقيات في بعض الأحيان.

وتحتفظ صكوك العقود عند الطرفين، وقد تودع في الأماكن المقدسة ودور العبادة، وذلك في الأمور المهمة، مثل: الأحلاف وما يتعلق بالمجموع. وقد أودعت قريش الوثيقة التي كتبتها بمقاطعة "بني هاشم" في جوف الكعبة كما ورد ذلك في كتب السير. وقد عيّر "الحارث بن حِلِّزة اليشكري"، قومًا غدروا ونقضوا العهد بقوله:

حذر الجور والتعدي وهل ينقـ ... ـض ما في المهارق الأهواء

أي: إن كانت أهواؤكم زينت لكم الغدر بعد ما تحالفنا وتوافقنا، فكيف تصنعون بما في الصحف مكتوبًا عليكم٥.

وأشار شاعر آخر، وهو "قيس بن الخطيم" إلى كتب دوّن فيها حلف٦.


١ الطبقات الكبرى، لابن سعد "٧/ ١٠ وما بعدها".
٢ راجع الفقرة الأولى من النص: Glaser ١٠٦٤, Chi ٤٣٥, Hofmus, ١٧
٣ Rhodohanakis, Stud, Lexi, Ii, S. ١٥٤
٤ Rhodokanakis, Stud. Lexi., Ii, S. ٩٢, J. Pedersen, Der Eid Bei Den Semiten. S. ١٣١.
٥ المعاني الكبير "٢/ ١١١٧".
٦ المعاني الكبير "٢/ ١١١٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>