للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يطلق الوثن على الصليب وعلى كل ما يشغل عن الله" وقال بعض آخر: "يقال لكل جسم من حجر أو غيره صنم، ولا يقال وثن إلا لما كان من غير صخرة كالنحاس ونحوه"١. وذكر بعض آخر: "أصل الأوثان عند العرب، كل تمثال من خشب أو حجارة أو ذهب أو فضة أو نحاس أو نحوها، وكانت العرب تنصبها وتعبدها"٢.

وذكر علماء اللغة أن "الودع" وثن٣. ولم يذكروا شيئًا عنه غير ذلك. وقد أطلق "الأعشى" على الصليب "الوثن إذ قال:

تطوف العفاة بأبوابه ... كطوف النصارى ببيت الوثن

"أراد بالوثن الصليب" "قال عدي بن حاتم: قدمت على النبي، صلى الله عليه وسلم، وفي عنقي صليب من ذهب، فقال لي: القِ هذا الوثن عنك، أراد به الصليب، كما سماه الأعشى وثنا"٤.

فنحن إذن أمام آراء متباينة في معنى الصنم و"الوثن". منهم من جعل الصنم مرادفًا للوثن، أي في معنى واحد، ومنهم من فرق بينهما، ومنهم من جعل الصنم وثنًا والوثن صنمًا. والظاهر أن مرد هذا الاختلاف، هو اختلاف استعمال القبائل للكلمتين، فلما جمع علماء اللغة معانيهما، وقع لهم هذا التباين وحدث عندهم هذا الاختلاف في الرأي.

وترد في كتب الأدب واللغة لفظة "البعيم"٥. اسم صنم، والتمثال من الخشب، وقيل الدمية من الصمغ٦. والمثال الشبه، وما جعل مثالًا لغيره، والتمثال. وهو الشيء المصنوع مشبهًا بخلق وإذا قدرته على قدره. وذكر أنها الأصنام. وفي هذا المعنى وردت في القرآن الكريم: "ما هذه التماثيل؟ أي


١ الروض الأنف "١/ ٦٢
٢ اللسان "١٣/ ٤٤٣" "وثن"، "صادر".
٣ اللسان "٨/ ٣٨٧"، "ودع".
٤ اللسان "١٣/ ٤٤٣"، "وثن".
٥ البعيم، كأمير.
٦ تاج العروس "٨/ ٢٠٣"، "البعيم"، الأصنام "١٠٨"، "تكملة" "روزا".

<<  <  ج: ص:  >  >>