للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب البائدة"١.

أما مواطن طسم، فكانت اليمامة، وعند بعضهم الأحقاف والبحرين٢. وقد زعم الأخباريون أن طسمًا وجديسًا سكنتا اليمامة معًا, وهي إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها, ثم انتهى الملك إلى رجل ظالم غشوم من "طسم" يقال له "عمليق" أو "عملوق" استذلّ جديسًا, وأهانها, فثارت جديس وقتلت عمليقًا ومن كان معه من حاشيته، واستعانت طسم بـ "حسّان بن تبع" من تبابعة اليمن، فوقعت حرب أهلكت طسمًا وجديسًا, وبقيت اليمامة خالية، فحلّ بها "بنو حنيفة" الذين كانوا بها عند ظهور الإسلام٣.

وذهب نفر من المستشرقين إلى أن طسمًا من الشعوب الخرافية التي ابتدعها الأخباريون، غير أنه لا يستبعد أن يأتي يوم قد يعثر فيه على أخبار هؤلاء القوم وعلى اسمهم في الكتابات. وقد وردت في نصّ يوناني عثر عليه في "صلخد"، ويعود تأريخه إلى سنة "٣٢٢م" جملة "أنعم طسم"، فلا يستبعد أن يأتي اليوم الذي نقرأ فيه نصوصًا تعود إلى طسم٤.

ويروي أهل الأخبار أن "الأسود بن رباح"، وهو قاتل عمليق، هرب بعد ذلك من اليمامة إلى جلبي طيء، فأقام بهما إلى أن جاءت طيء، وأمر سيدهم "سامة بن لؤي" ابنه الغوث أن يقتل الأسود، بعد أن رأوا ضخامة جسمه بالنسبة إلى أجسامهم، وخافوا منه، فجاء إليه الغوث، ثم أخذ يكلمه، ثم باغته بأن رماه بسهم قتله، واستقرت طيء بالجبلين٥.

وذهب "جرجي زيدان" إلى أن "طسمًا" هي لطوشيم"٦، وهي قبيلة من العرب ورد اسمها في التوراة على أنها من نسل "ددان بن يقشان" وورد


١ الأغاني "١١/ ١٠٣"، اللسان "١٥/ ٢٥٦"، الأغاني "١٠/ ٤٥"، الطبري "١/ ٢٠٦"، دار المعارف.
٢ ابن خلدون "٢/ ٢٤"، الطبري "١/ ٢٠٦", المعارف لابن قتيبة "١٣" enc,,vol,I, p,, ٩٩٢.
٣ وعند الطبري أنه "تبان أسعد كرب ملكي كرب" ابن خلدون "٢/ ٢٥" المعارف "٣٠٨"، الأمثال للميداني "١/ ١٩٢"، "٢/ ٦٩٠" الأغاني "١٠/ ٤٥" "١٠/ ٨٩" "بيروت"
D. H. Mueller, Suedarabische Studien, S. ٦٧.
٥ ابن خلدون "٢/ ٢٥"، الأغاني "١٠/ ٤٧"، "١٠/ ٩٢" "طبعة بيروت".
٦ الهلال، الجزء العشرون، السنة الخامسة، حزيران "١٨٩٧م"، "ص٧٧٦"

<<  <  ج: ص:  >  >>