للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا سعد إما أهلكن فإنني ... أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب

لا أعرفن أباك يحشر خلفكم ... تعبًا يخر على اليدين وينكب

واحمل أباك على بعير صالح ... وتقي الخطيئة أنه هو أصوب

ولقل لي مما جمعت مطية ... في الحشر أركبها إذا قيل اركبوا١

ومن ذلك قول عمرو بن زيد المتمني يوصي ابنه عند موته في البلية:

أَبُنَيَّ زَوِّدْني إذا فارقْتني ... في القبرِ راحلَةً بِرَحْلٍ قاترِ

للبعْثِ أركبُها إذا قيلَ اظْعنوا ... مُسْتَوْسِقينَ معًا لحشْرِ الحاشرِ

منْ لا يوافيهِ على عَيْرانةٍ ... والخلقُ بين مُدَفَّعٍ أو عاثِرِ٢

وقال عويمر النبهاني:

أبني لا تنس البلية إنها ... لأبيك يوم نشوره مركوب٣

وأوصى رجل ابنه عند الموت بهذا:

لا تتركن أباك يحشر مرة ... عدوًّا يخر على اليدين وينكب٤

وطريقتهم في ذلك أن أحدهم إذا مات، بلوا ناقته، فعكسوا عنقها إلى مؤخرتها مما يلي ظهرها، أو مما يلي كلكلها أو بطنها، ويأخذون ولية فيشدون وسطها، ويقلدونها عنق الناقة، ويتركون الناقة في حفيرة لا تطعم ولا تسقى حتى تموت، وربما أحرقت بعد موتها، وربما سلخت وملئ جلدها ثمامًا٥.

قال شا عر في البلية:

والبلايا رؤوسها في الولايا ... ما نحات السموم حر الخدود


١ اللسان "١٢/ ٦٢٤"، "هوم"، تاج العروس "٩/ ١١٢"، "هيم"، بلوغ الأرب "٢/ ٣٠٧ وما بعدها".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ٣٠٩".
٣ بلوغ الأرب "٢/ ٣٠٩".
٤ الروض الأنف "١/ ٩٦".
٥ بلوغ الأرب "٢/ ٣٠٧"، اللسان "١٤/ ٨٥ وما بعدها"، "بلا".

<<  <  ج: ص:  >  >>