للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحظ]

وحظ الإنسان، أي ما يصيبه في حياته، هو جزء من هذا الموضوع أيضًا. مشتبك به، متصل بأجزائه. والحظ في اللغة النصيب والجد. أو خاص بالنصيب من الخير والفضل١. والنصيب، هو ما قدر وما قسم لك، أي حظك والحظ٢ وهو "البخت". وقيل: "البخت من المعربات، وقيل من الألفاظ التي تكلمت العرب بها قديمًا٣. وذكر علماء اللغة أن الجد البخت والحظ في الدنيا. ويفهم من الأمثلة الواردة في شرح معنى اللفظة، أنها في معنى الحظوة والرزق٤. أي في معنى الشيء الحسن المفرح مما يصيب الإنسان.

قالوا: والحظ موجود في المرزوق والمحروم، وفي المحارف، وفي القبائل، فربما سعدت بالحظ، وربما حظيت بالجد. وهو كذلك في الشعر وفي النباهة، ورب عاقل فاهم أديب، لا يكون إلا دائم الصبر على الشدة، لسلطان الحظ على الإنسان٥.

ونظرية "القسمة والنصيب"، معروفة في الإسلام، وقد بحث فيها علماء الكلام. فهي من الموضوعات التي بحثت في الجاهلية والإسلام. ونجد أحد الشعراء يقول:

وليس الغنى والفقرُ من حيلةِ الفتى ... ولكن أحاظٍ قُسِّمت وجدود

وهو بيت ينسب لسويد بن حذاق العبدي، ويروى للمعلوط بن بدل القريعي، وصدره:


١ تاج العروس "٥/ ٢٤٩"، "حظ".
٢ تاج العروس "١/ ٤٨٦"، "نصب".
٣ تاج العروس "١/ ٥٢٥"، "بخت".
٤ تاج العروس "٢/ ٣١٣"، "جدد".
٥ الحيوان "٢/ ١٠٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>