للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن بين أسماء الآلهة، أسماء مركبة، استهلت بـ"ذ"، أو بـ"ذت". و"ذ"، بمعنى "ذو" في عربيتنا، و"ذت" بمعنى "ذات" و"ذ" للمذكر" و"ذت" للمؤنث، أما الكلمات التالية، فهي صفات. فجملة "عثتر ذ قبضم"، تدل على إله ذكر، اسمه "عثتر ذو القبض" "عثتر ذو قبض" أو "عثتر القابض" بتعبير أصح. وجملة "ذ شقرن"، و"ذ صهرم"١، و"ذ عذبتم"، و"ذ يسرم"٢، و"ذامر وشمر"، أي الآمر الناهي٣، و"ذ أنبى"، هي جمل تشير إلى إله ذكر، لوجود "ذ" علامة التذكير فيه. وجملة "ذت حمم"، و"ذت بعدن"، و"ذت برن"، و"ذت غضرن"، و"ذت رحبن"، و"ذت صهرن"، و"ذت صنتم"، و"ذت ظهرن"، تشير إلى آلهة إناث، لوجود "ذت" "ذات" في الاسم. ومعنى هذا أن العرب الجنوبيين كانوا قد جعلوا الآلهة كالإنسان إناثًا وذكورًا. وهو ما ورد في القرآن الكريم عن أهل مكة وبعض قبائل الحجاز، من قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} ٤، ومن قوله:

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} ٥، وقوله تعالى {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} ٦، و {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ} ٧، و {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} ٨. وقد ذكر علماء التفسير أنه "لا ينبغي أن يكون لله ولد ذكر ولا أنثى. سبحانه نزه جل جلاله بذلك نفسه عما أضافوا إليه ونسبوه من البنات، فلم يرضوا بجهلهم إذ أضافوا إليه ما لا ينبغي إضافته إليه، ولا ينبغي أن يكون له من الولد أن يضيفوا إليه ما يشتهونه لأنفسهم ويحبونه لها ولكنهم أضافوا إليه ما يكرهونه لأنفسهم ولا يرضونه لها من البنات ما يقتلونها إذا كانت لهم"٩. وذكروا "أن مشركي قريش كانوا يقولون: الملائكة بنات الله،


١ Rep Eplgr. ٥٠٤.
٢ Rep Epigr, ٢٨٣١, ٤٦٨٨.
٣ Handbuch, I, s. ٢٤٤
٤ النحل، الرقم ١٦، الآية ٥٧.
٥ الصافات، الرقم ٣٧، الآية ١٤٩.
٦ الصافات، الرقم ٣٧، الآية ١٥٣
٧ الزخرف، الرقم ٤٣، الآية ١٦.
٨ الطور، الرقم ٥٢، الآية ٣٩.
٩ تفسير الطبري "١٤/ ٨٣" روح المعاني "١٤/ ١٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>