للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى سادنة وكاهنة. مما يدل على وجود سادنات وكاهنات بين رجال الدين الجاهليين١.

ووردت في المعينية وفي اللحيانية لفظة "إفكل" "أفكل" بمعنى رشو" وسادن، أي القائم بأمر الصنم، والسادن له. فورد: "أفكل ود"، أي سادن ود٢. وتقابل هذه اللفظة لفظة "أبكلو" APkalu في الأكادية٣. وعرفت السادنة والكاهنة بـ"أفكلت" "أفكلة"٤.

والسدنة، قومة الأصنام ومتولو أمرها. وكان أمر فتح البيت بمكة وغلقه وتولي أمره إلى السادن. وهو من "بني عبد الدار"، وقد أقر الرسول السدانة فيهم عام الفتح٥. ويعرف السادن بـ"الحاجب" كذلك. فالسدانة والحجابة هما بمعنى واحد٦. غير أن الحجابة تخصصت بحجابة الملوك والأحكام، فصارت وظيفة إدارية ذات مدلول خاص. فالحاجب هو الذي يتولى تقديم الناس إلى الملوك أو منعهم من الوصول إليهم، وذلك في الجاهلية وفي الإسلام أما السدانة، فإنها ظلت محافظة على معناها هذا الخاص بالمعابد والمواضع المقدسة ولهذه المنزلة ولصلتها بالآلهة وبالأصنام عدت السدانة من درجات الشرف والجاه. وكانت لأصحابها حرمة ومكانة في النفوس.

والسدانة، تنتقل بالإرث من الآباء إلى أكابر الأبناء وتنحصر في الأسرة فتكون من حقها ومن نصيبها، لا يمكن انتزاعها منها إلا بقوة لا يمكن التغلب عليها ومن واجب العشيرة التي تنتمى هذه الأسرة إليها الدفاع عنها إن حاول غريب انتزاع هذا الشرف منها. ولقد كانت سدانة الكعبة في "بني عبد الدار"، وكانت حجابة "ود" في "دومة" الجندل إلى "بني عامر الأجدار"، "بنو الفرافصة بين الأحوص" من كلب٧. وكانت سدنة العزى "من بني


١ Arabien, s. ٢٤٩.
٢ Grahmann, s. ٨٧ Jaussen – Savignac, II, ٣٨٠.
٣ Grohmann. S. ٢٤٩.
٤ راجع النصوص رقم ٩، ١٢، ٢١، ١٠٤، وكتاب W. Caskel. s. ١٣٢
٥ تاج العروس "٩/ ٢٣٣"، "سدن".
٦ Reste, s. ١٣٠.
٧ المحبر "٣١٦" Reste. S. ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>