للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكعبة، وله حجة وكسوة، ويحرمون واديه، وكانت سدانته لآل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف، أو لنبي عتاب بن مالك، وكانت قريش وجميع العرب يعظمونه أيضًا، ويتقربون إليه، حتى إن ثقيفًا كانوا إذا ما قدمون من سفر، توجهوا على بيت اللات أولًا للتقرب إليه وشكره على السلامة، ثم يذهبون بعد ذلك إلى بيوتهم١. فيتبين من ذلك أن معبد اللات الشهير كان في مدينة الطائف، مركز قبيلة ثقيف، يقصده الناس للتبرك به. وقد كانت له معابد كثيرة منتشرة في مواضع عديدة من الحجاز.

وذكر ابن كثير أن اللات "صخرة بيضاء منقوشة، عليها بيت بالطائف له أستار وسدنة، وحوله فناء معظم عند أهل الطائف، وهم ثقيف ومن تابعها، يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش"٢. فلم تكن صخرة اللات صخرة ملساء حسب، بل كانت إلى ذلك منقوشة، وكانت في داخل بيت له أستار على شاكلة الكعبة والفناء هو حرم معظم عند أهل الطائف، تعظيم قريش لحرم البيت. حرم على الناس قطع شجره، وصيد حيوانه، ومن دخله صار آمنًا٣.

وكانت تحب صخرة اللات حفرة يقال لها "غبغب"، حفظت فيها الهدايا والنذور والأموال التي كانت تقدم إلى الصنم. فلما هدم المغيرة الصنم أخذ تلك الأموال وسلمها على أبي سفيان امتثالًا لأمر الرسول٤.

ويظهر من وصف أهل الأخبار لبيت اللات أنه كان على طراز البيت بمكة من حيث المنزلة والاحترام والكسوة. فقد كان يكسى في كل عام كسوة. ويظهر أن ثقيفًا اتخذت له سدنة وخدمًا يقومون بحراسة البيت وخدمته وتنظيفه على نحو


١ البلدان "٧/ ٣١٠" "اللات"، الأصنام "١٦"، اللسان "٢/ ٣٨٨"، تاج العروس "١/ ٥٨٠" المحبر "٣١٥"، الواقدي "٣٨٤ وما بعدها" سبائك الذهب "١٠٤"، بلوغ الأرب "٢/ ٢٠٣"، قاموس المحيط "١/ ١٥٦" تفسير البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي "٨/ ١٦٠ وما بعدها"، "الطبعة الأولى ١٣٢٨هـ" تفسير الطبري "٢٧/ ٥٨ وما بعدها" فتح الباري "١٠/ ٢٣٥، ٢٥٣"، "تفسير ابن كثير "٤/ ٢٥٣".
٢ تفسير ابن كثير "٤/ ٢٥٣ وما بعدها".
٣ العرب في سوريا قبل الإسلام "١١١ وما بعدها".
٤ الطبري "٣/ ٩٩ وما بعدها" "دار المعارف"، Reste, s. ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>