للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدته: بنو كنانة، وهذيل، ومزينة، وعمرو بن قيس بن عيلان. وكان سدنته بنو صاهلة من هذيل. وفي رواية أن عبدة سواع هم آل ذي الكلاع١. وذكر "اليعقوبي" أنه كان لكنانة٢.

وفي رواية أخرى يرجع سندها إلى "ابن الكلبي" كذلك، تزعم أن سوعًا صنم كان برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة. وكانت سدنته بنو لحيان. ثم تقول إنه لم يسمع بورود اسم هذا الصنم في شعر هذيل، إنما بورود اسمه في شعر رجل من اليمن٣.

وورد في رواية أخرى أن "سواعًا" صنم من أصنام همدان٤.

ويرى "نولدكه" أن سواعًا لم يكن من الأصنام الكبرى عند ظهور الإسلام، وهو في نظره من الأصنام التي لم ترد أسماؤها في الأعلام المركبة، ويدل عدم ورود اسمه في هذه الأعلام على خمول عبادته بين الجاهليين٥.

وفي السنة الثامنة من الهجرة هدم سوع، وكان الذي هدمه عمرو بن العاص، فلما انتهى إلى الصنم، قال له السادن: ما تريد: قال: هدم سواع، قال: لا تطيق تهدمه، قال له عمرو بن العاص: أنت على الباطل بعد. فهدمه عمرو، ولم يجد في خزانته شيئًا، ثم قال للسادن: كيف رأيت، قال: أسلمت والله٦.

و"سواع" من الأصنام التي ورد اسمها في القرآن الكريم: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا} ٧. وقد ذكر بعض العلماء، أنه صنم عبد في زمن نوح، فدفنه الطوفان فأشار "إبليس".


١ المحبر "٣١٦"، البكري "٢/ ٦٧٩".
٢ اليعقوبي "١/ ٢٢٥".
٣ الأصنام "٦" "روزا" البلدان "٣/ ٣٤١"، "رهاط" تاج العروس "٥/ ٢٩٠". اللسان "١٠/ ٢٤"، القاموس "٣/ ٤٢" "سوع".
٤ الأصنام "٥٧" الطبرسي، مجمع البيان "٥/ ٣٦٤" الكشاف "٤/ ١٤٣"، تفسير البيضاوي "١/ ٢٣٩"، روح المعاني "٢٩/ ٧٧ وما بعدها" تفسير ابن كثير "٤/ ٤٢٦ وما بعدها" تفسير أبي السعود "٥/ ١٩٨".
٥.Ency. Religi, I, P. ٦٦٣
٦ الطبري "٣/ ٦٦" "دار المعارف" "حوادث السنة الثامنة"، إمتاع الأسماع "١/ ٣٩٨".
٧ نوح، ٧١، "الآية ٢٢ وما بعدها" تفسير الطبري "٢٩/ ٦٢"، روح المعاني "٢٩/ ٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>