للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعبدوه زمانًا، ثم إن بني ناجية أرادوا أن ينزعوه منهم، ففروا به إلى بني الحارث بن كعب١.

ويظهر من غربلة هذه الروايات أن الصنم يغوث كان في جرش أو على مرتفع قريب من هذه المدينة. أما سدنته، فكانوا من بني أنعم بن أعلى من طيء، وكانوا في جرش. وفي حوالى سنة ٦٢٣، أي السنة التي وقعت فيها معركة بدر، حدث نزاع على الصنم: أراد بنو مراد أن يكون الصنم فيهم وسدنته لهم، وأراد بنو أنعم الاحتفاظ بحقهم فيه. فهرب بنو أنعم بصنمهم إلى بني الحارث، واحتفظوا به بعد أن وقعت الهزيمة في مراد٢.

وفي الحرب التي وقعت بين "بني أنعم" و"غطيف" حمل عبدة "يعوث" صنمهم معهم وحاربوا، مستمدين منه العون والمدد. وفي ذلك يقول الشعر:

وسار بنا يغوث إلى مراد ... فناجوناهم قبل الصباح٣

ويظهر أن "بني أنعم"، وسائر عبدة هذا الصنم، كانوا يحملون صنمهم معهم في غالب الأحوال عند قتالهم القبائل الأخرى٤.

ولا يستبعد أن تكون لاسم هذا الصنم علاقة بفكرة المتعبدين له عنه، بمعنى أن المتعبدين له كانوا يرون أنه يغيثهم ويساعدهم. وقد ظن بعض الباحثين أنه يمثل الإله الأسد. وأنه كان "طوطم" قبيلة مذحج، يدافع عنها ويذب عن القبيلة التي تستغيث به، على نحو ما فعله الإسرائيليون من استغاثتهم بـ"حية النحاس" المسماة "نحشتان" Nehushtan ٥، التي كانت "طوطمًا" في الأصل على رأي "سمث"٦.

ونجد بين أسماء الجاهليين عددًا من الرجال سموا بـ"عبد يغوث"، منهم


١ الطبرسي "٥/ ٣٦٤".
٢ Reste, s. ٢١, A Fischer Der Gotze Jaguth, In ZDMG, BD, ٥٨, s. ٨٦٩, Leipzig, ١٩٠٤.
٣ البلدان "٨/ ٥١١".
٤ Reste, s ٢٠, Das Botzenbuch, s, ٨٣.
٥ الملوك الثاني، الإصحاح الثامن عشر الآية ٤.
٦ Das Gotzenbuch, S. ٨٢, Smith, The Religion of the Seltes, London ١٩٢٧, p. ٢٢٧, Journal of Philo, IX, ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>