للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذي نواس، فتهودت معه، وتركت هذا الصنم١. وكان عباد نسر آل ذي الكلاح من حمير على رواية من الروايات٢. وذكر "محمد بن حبيب"، أن حمير تنسكت لنسر، وعظمته ودانت له، وكان في غمدان قصر ملك اليمن٣. وذكر اليعقوبي أنه كان لحمير وهمدان منصوبًا بصنعاء٤.

ونسر هو "نشر" Nasher في العبرانية٥. وهو صنم من أصنام اللحيانيين كذلك، ويجب أن يكون من أصنام العرب الشماليين لورود اسمه في الموارد العبرانية والسريانية على أنه اسم إله عربي٦.

وأشير في التلمود إلى صنم ذكر أن العرب كانوا يعبدونه اسمه "نشرا" Neshra و"نشرا" هو "نسر" وقد ورد اسم الصنم "نسر" عند السبئيين كذلك، وكان من الآلهة المعبودة عند كثير من الساميين وقد عبد خاصة في جزيرة العرب٧.

ولم يشر ابن الكلبي إلى صورة الصنم نسر، ولكننا نستطيع أن نقول استنادًا إلى هذه التسمية أنه كان على هيئة الطائر المسمى باسمه، وقد وجدت أصنام على صورة نسر منحوتة على الصخور خاصة في أعالي الحجاز٨. ويؤيد هذا الرأي رواية ذكرها الطبرسي في أشكال الأصنام، أسندها إلى الواقدي، قال فيها: "كان ود على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر من الطير"٩.


١ الأصنام "٥٧ وما بعدها"، البلدان "٨/ ٢٨٦" "نسر" ابن هشام "١/ ٦٣"، "هامش الروض"، سبائك الذهب "١٠٤"، الكشاف "٤/ ١٤٣" بلوغ الأرب "٢/ ٢٠١"، القاموس "٢/ ١٤١".
٢ الطبرسي "٥/ ٣٦٤" تاج العروس "٣/ ٥٦٣"، اللسان "٧/ ٦٠ وما بعدها" "نسر".
٣ المحبر "٣١٧".
٤ اليعقوبي "١/ ٢٢٥".
٥.Hastings, p. ٢٠٠
٦ Handbuch, I, s. ٤٤.
٧.Ency. Religi,, I, p. ٦٦٣.
٨ XXIX, S. ٦٠٠. Robettson, p. ٢٢٦, Noldeke, In ZDMG, ١٨٨٦, ١٨٦.
٩ الطبرسي "٥/ ٣٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>