للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إساف ونائلة:

وللأخباريين قصص في إساف ونائلة، وهما في زعم بعضهم إنسانان عملا عملًا قبيحًا في الكعبة، فمسخا حجرين، ووضعا عند الكعبة ليتعظ الناس بهما. فلما طال مكثهما، وعبدت الأصنام، عبدا معها. وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم. فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر، فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما١. وفي رواية أن إسافًا كان حيال الحجر الأسود. وأما نائلة، فكان حيال الركن اليماني٢. وفي أخرى أنهما "أخرجا إلى الصفا والمروة فنصبا عليهما ليكونا عبرة وموعظة، فلما كان عمرو بن لحي، نقلهما إلى الكعبة ونصبهما على زمزم: فطاف الناس بالكعبة وبهما حتى عبدا من دون الله"٣.

وذكر "اليعقوبي"، أن "عمرو بن لحي" وضع "هبل" عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكة ثم وضعوا به إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من أركان البيت. فكان الطائف إذا طاف بدأ بإساف فقبله وختم به. ونصبوا على الصفا صنمًا يقال له مجاور الريح وعلى المروة صنمًا. يقال له مطعم الطير٤. فاليعقوبي ممن يرون إن إسافا ونائلة كانا عند الكعبة، لا على الصفا والمروة.

وتذكر رواية أخرى أن إساف صنم وضعه عمرو بن لحي الخزاعي على الصفا، ونائلة على المروة وكانا لقريش وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة أو هما رجلان من جرهم، إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل فجرا في الكعبة، وقيل أحدثا فيها، فمسخا حجرين، فعبدتهما قريش٥. وورد أن موضع إساف ونائلة عند الحطيم٦. وورد أن إسافًا رجل من جرهم، يقال له إساف بن يعلى، ونائلة


١ الأصنام "١٨" "روزا" الروض الأنف "١/ ٦٤"، سبائك الذهب "١٠٤"، ابن هشام "١/ ٨٦" الطبري "٢/ ٢٨٤"، المحبر "٣١١، ٣١٨"، اليعقوبي "١/ ٢٢٤"، الطبري "٢/ ٢٤١"، "المعارف".
٢ الطبرسي "٥/ ٣٦٤" روح المعاني "٢/ ٤١".
٣ الروض الأنف "١/ ٥٦"، ابن هشام، تاج العروس "٦/ ٤٠"، اللسان "٩/ ٦" "أسف" البلدان "١/ ١٧٠".
٤ اليعقوبي "١/ ٢٢٤".
٥ تاج العروس "٦/ ٤٠ وما بعدها" اللسان "١٠/ ٣٤٨"، الروض الأنف "١/ ٦٤"، بلوغ الارب "٢/ ٢٠٥"، ابن هشام "١/ ٦٤"، اللسان "٩/ ٦"، "أسف"، "صادر".
٦ الأزرقي، أخبار مكة "١/ ٧٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>