للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفته أنه "كان مروة بيضاء منقوشة، عليها كهيئة التاج" وكان بتبالة بين مكة واليمن على مسيرة سبع ليال من مكة١. وله بيت يحج إليه. وجعل "ابن حبيب" موضع البيت في العبلاء على أربع مراحل من مكة٢.

وفي رواية لابن إسحاق أن عمرو بن لحي نصب ذا الخلصة بأسفل مكة، فكانوا يلبسونه القلائد، ويهدون إليه الشعير والحنطة، ويصبون عليه اللبن، ويذبحون له، ويعلقون عليه بيض النعام٣.

وهناك رويات جعلت ذا الخلصة "الكعبة اليمانية" لخثعم، ومنهم من سماه كعبة اليمامة. وأظن أن هاتين الروايتين هما رواية واحدة في الأصل، صارت روايتين من تحريف النساخ. ومنهم من جعل ذا الخلصة بيتًا في ديار دوس٤. ويستنتج من كل هذه الروايات أن ذا الخلصة بيت كان يدعى كعبة أيضًا، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم٥.

ويظهر من حديث: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة، والمعنى أنهم يرتدون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان، فتسعى نساء بني دوس طائفات حول ذي الخلصة، فترتج أعجازهن"٦. ويستنتج من ذلك أن بني دوس وغيرهم كانوا يطوفون حول كعبة ذي الخلصة التي في جوفها صنم الخلصة.

وكان "بيت ذي الخلصة" من البيوت التي يقصدها الناس للاستقسام عندها.


١ الأصنام "٢٢" "روزا" "٣٤" "أحمد زكي"، الأزرقي "١/ ٧٣".
٢ المحبر "٣١٧" بلوغ الأرب "٢/ ٢٠٧"، صفة جزيرة العرب "١٢٧".
٣ الأزرقي، أخبار مكة "١/ ٧٣" "باب ما جاء في الأصنام التي كانت على الصفا والمروة"، تاج العروس "٤/ ٣٨٩" "خلص" البلدان "٨/ ٤٣٤".
٤ ابن هشام "١/ ٣٠"، الأغاني "٩/ ٧" الإكليل "٨/ ٨٤"، بلوغ الأرب "٢/ ٣٢٩"، وقد أجمل السيد رشدي الصالح ملحس الروايات الواردة عن ذي الخلصة في نهاية الأول من تأريخ مكة للأزرقي. وهو يرى أن البجلي لم يهدم بنيان بيت ذي الخلصة تهديمًا تامًّا، وأنه بقي إلى أيام الملك عبد العزيز آل سعود، فأزاله، وأحرقت الشجرة التي كانت بجانب البيت وهي شجرة العبلاء. وذهب أيضًا أن ذلك البيت لم يكن بتبالة، إنما كان في تروق وقد عرف البيت بالولية كذلك. الأزرقي "١/ ٢٥٦ وما بعدها" ابن هشام "١/ ٦٤" "حاشية على الروض الأنف، تاج العروس "٢/ ٣٧٨"، الروض الأنف "١/ ٦٥ وما بعدها".
٥ اللسان "٧/ ٢٩" "خلص" "صادر".
٦ اللسان "٧/ ٢٩" "خلص".

<<  <  ج: ص:  >  >>