للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر "ابن الكلبي" أن هوازن كانت تنتاب حجاج الأقيصر، فإن أدركت الموسم، قبل أن يلقي القرة، أي قبضات من دقيق، قال أحدهم لمن يلقي: "أعطنيه. فإني من هوازن ضارع"، وإن فاته، أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق، فخبزه وأكله. وقد عبرت هوازن في ذلك، فقال معاوية بن عبد العزى بن ذراع الجرمي، في "بني جعدة" وكانوا قد اختصموا مع بني جرم في ماء لهم إلى النبي يقال له العقيق، فقضى به رسول الله لجرم، شعرًا منه:

ألم تر جرمًا أبحدت وأبوكم ... مع القمل في جفر الأقيصر شارع؟

إذا قرة جاءت بقول: أصب بها ... سوى القمل؟ إني من هوازن ضارع١

ويظهر من بيت شعر رواه "ابن الأعرابي"، هو:

وأنصاب الأقيصر حين أضحت ... تسيل على مناكبها الدماء

ومن بيت لزهير بن أبي سلمى، هو:

حلفت بأنصاب الأقيصر جاهدًا ... وما سحقت فيه المقاديم والقمل٢

إنه كان عند الصنم الأقيصر أنصاب ينحر الناس عليهم ذبائحهم التي يتقربون بها إلى هذا الإله. وكانت أكثر من نصب واحد، وقد تلطخت بالدماء من كثرة ما ذبح عليها.

وأشير إلى "أثواب الأقيصر" في بيت للشنفرى الأزدي٣. ويظهر أن عباده كانوا يطوفون حوله، وهم يلبون ويغنون٤.


١ الأصنام "٣٠" "روزا".
٢ الأصنام "٣٠" "روزا" تاج العروس "٣/ ٤٩٧"، اللسان "٦/ ٤١٦" الأغاني "٢١/ ١٤١".
٣
وأن امرءا أجار عمرا ورهطه ... علي، وأثواب الأقيصر يعنف
الأصنام "٢٥" "روزا".
٤ البلدان "١/ ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>