للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحرضه عليه. وعدي بن حاتم يومئذ قد عثر عنده وجلس هو ونفر معه يتحدثون بما صنع مالك. وفزع لذلك عدي بن حاتم وقال انظروا ما يصيبه في يومه هذا. فمضت له أيام لم يصبه شيء فرفض عدي عبادته وعبادة الأصنام وتنصر فلم يزل متنصرًا حتى جاء الله بالإسلام، فأسلم.

فكان مالك أول من أخفره. فكان بعد ذلك السادن إذا أطرد طريدة، أخذت منه. فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي عليه السلام، فبعث إليه علي بن أبي طالب، فهدمه، وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني، ملك غسان قلدة إياهما، يقال لهما مخذم ورسوب، فقدم بهما علي بن أبي طالب على النبي، فتقلد أحدهما، ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب، فهو سيفه الذي كان يتقلده"١. وجاء في بعض الروايات ذكر ثلاثة سيوف، هي: مخذم، ورسوب، واليماني٢.

وقد عرف "مالك بن كلثوم بن ربيعة" الشمجي المذكور، بـ"مخفر الفلس"؛ لأنه أخفر ذمته، وكان لا تخفر ذمته٣.

و"الفلس" هو "هفلس" "ها – فلس"، عند لحيان. وقد تعبدوا له مع أصنام أخرى، وردت أسماؤها في نصوصهم٤.

ويلاحظ أن "ابن الكلبي" الذي يروي هذا الخبر، كان نفسه قد روى قبل ذلك أن السيفين مخذمًا ورسوبًا، كان على الصنم مناة، صنم الأوس والخزرج، وأن الذي أهداهما له هو الحارث بن أبي شمر الغساني، وأن علي بن أبي طالب لما هدم مناة، أخذ السيفين معه، فجاء بهما إلى الرسول. فيظهر من ذكره للخبر مع صنمين أنه وقع في هفوة أو نسي، فجعل من القصة الواحدة قصتين


١ الأصنام "٣٧ وما بعدها" "روزا"، نهاية الأرب "١٨/ ٧٧"، تاج العروس "٤/ ٢١٠"، "الفلس".
٢ Das Gotzenbuch, s. ١٤٠.
٣ الاشتقاق "٢/ ٢٣٥".
٤ Jaussen – Savignac, Mission, II ٤٨٤, Grohmann, s. ٩٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>