للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرم، وأمام غيره، مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت، وسموها الأنصاب١.

وذكر أن "وكيع بن سلمة بن زهير الإيادي"، كان قد اتخذ له صرحًا بالحزورة، سوق كانت بمكة، يرتقيه بسلالم يتعبد فيه، فعرف بصاحب الصرح٢.

والبيت، مأوى الإنسان ومسكنه في الأصل، ثم تجوز الناس فأطلقوا اللفظة على المعبد، باعتبار أنه بيت الآلهة أو الإله؛ لاعتقادهم أن الآلهة تحل به٣.

وقد كانوا يضعون الصنم أو الأصنام فيه. ويقال للبيت عندئذ "بيت الله" أو "بيت ريام" وهو بيت يذكر "ابن الكلبي" أنه كان لحمير بصنعاء، وأن الناس كانوا يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح٤، أو "بيت الربة" وما شاكل ذلك، بحسب اختصاص البيت بالصنم.

كذلك أطلقت كلمة "بيت" بمعنى معبد في نصوص المسند، فورد،: "وقدسو بيت مرب"، أي "وقدسوا بيت مأرب" أو "وبيت مأرب المقدس"٥.

فلفظة بيت هي اللفظة التي استعملت لمواضع العبادة، أي المعبد، أطلقت قبل اسم الإله أو الموضع لتدل على التخصيص، وهي ترد في لغات سامية أخرى في هذا المعنى نفسه.

وأما "الكعبة" فالبيت المربع، وكل بيت مربع كعبة عند العرب. وقد خصصت في الإسلام بالبيت الحرام بمكة. والكعبة الغرفة أيضًا. وقد كان لربيعة بيت يطوفون به، يسمونه الكعبات، وقيل: ذو الكعبات، وقد ذكره الأسود بن يعفر في شعره، فقال:

والبيت ذي الكعبات من سنداد٦

والمسجد كل موضع يتعبد فيه٧. وقد استعملها الجاهليون بهذا المعنى أيضًا.


١ الأصنام "٢١" "روزا".
٢ تاج العروس "٢/ ١٣٩"، "صرح".
٣ المفردات "٦٤".
٤ الأصنام "٧" "روزا".
٥ CIH ٥٤١, Le Museon, ١٩٣٤, LXVII, p. ١٠٣.
٦ اللسان "١/ ٧١٨"، المفردات "٤٤٦".
٧ اللسان "٣/ ٢٠٤ وما بعدها"، تاج العروس "٢/ ٣٧١"، "سجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>