للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكروا في كتب التفسير والسير والتواريخ والأدب. ومن هنا تجمعت معارفنا عن يهود الجاهلية. ولهذا تجد الحديث عن يهود الجاهلية لا يرتقي كثيرًا عن عصر النبوة، ولا يبتعد عنه ولكني لا أستبعد احتمال تغير الحال، إذا ما عثر المنقبون في المستقبل على كتابات جاهلية قد تكون مطمورة في الوقت الحاضر في باطن التربة، يكون لها صلة بيهود جزيرة العرب، أو إذا ما عثر على مؤلفات ووثائق مكتوبة عبرانية أو غير عبرانية قد تكون مجهولة عن ذوي العلم في الوقت الحاضر، تكون لها صلة وعلاقة بأمر يهود جزيرة العرب قبل الإسلام.

وقد وردت لفظة "يهود" معرفة في القرآن الكريم. أي على هذا الشكل: "اليهود". وردت في مواضع من سورة البقرة١. ومن سورة المائدة٢ ومن سورة التوبة٣. وكلها سورة مدنية. ولم ترد في سورة من السور المكية. كما وردت لفظة "يهوديا" في سورة آل عمران، وردت في شرح ديانة "إبراهي": {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} ٤. وهي من السور المدنية كذلك.

وعبر القرآن الكريم عن اليهود وعن معتنقي اليهودية بـ {الذين هادوا} ٥، وبـ {من كان هودا} ٦ و {كونوا هودا} ٧ و {كانوا هودا} ٨. وسورتي الأنعام والنحل من السور المكية. وبناء على ذلك تكون جملة "الذين هادوا" قد نزلت قبل نزول لفظة "اليهود" في القرآن الكريم.

وقد عبر عن العبرانيين عامة ب"بني إسرائيل" في القرآن الكريم. عبر عنهم في سورة مكية وفي سورة مدنية. ويلاحظ أن ورود هذا التعبير في القرآن الكريم، هو أكثر بكثير من ورود لفظة "اليهود" فيه.


١ البقرة: الآية ١١٣، ١٢٠.
٢ المائدة، الآية ١٨، ٥١، ٦٤،٨٢.
٣ التوبة، الآية٣٠.
٤ آل عمران، الآية ٦٧ز
٥ البقرة، الآية ٦٢،النساء، الآية ٤٦، ١٦٠،المائدة الآية ٤١، ٤٤، ٦٩
الأنعام الآية ١٤٦، النحل، الآية ١٨٨، الحج، الآية ١٧، الجمعة، الآية ٩.
٦ البقرة، الآية ١١١.
٧ البقرة، الآية ١٣٥.
٨ البقرة، الآية ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>