للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذهب علماء اللغة إلى أن "البطرك"، هو مقدم النصارى، وهو في معنى "البطريق" أيضًا. وقالوا أيضًا إن البطريق مقدم جيش الروم. و"البطرك" من أصل يوناني هو "Patriakhis" "بثريارخيس"، ومعناه "أبو الآباء"، وذلك لأنه الأب الأول والأعلى للرعية، فهو أب الآباء ورئيس رجال الدين. أما لفظة البطريق، فإنها من أصل لاتيني، هو Patrikios، وهو يعني وظيفة حكومية وتعني درجة "قائد" في المملكة البيزنطية١. فلا علاقة لها إذن بالتنظيم الديني للنصرانية.

وبين البطريق "البطرك" والأسقف منزلة يقال لشاغلها "المطران"، وقد عرف بأنه دون البطرك وفوق الأسقف. وقد وسمه "القلقشندي"، بأنه القاضي الذي يفصل الخصومات بين النصارى٢. واللفظة من الألفاظ المعربة عن اليونانية، أخذت من "متروبوليتيس "MitropoIitis" أي مختص بالعاصمة، أو المدينة٣. وقد ذكر علماء اللغة أن لفظة "المطران"، ليست بعربية محضة٤.

والأسقف من الألفاظ التي تدل على منزلة دينية عند النصارى، وقد وردت في كتب الحديث. وقد ذكر بعض علماء اللغة إنه إنما سمي أسقف النصارى أسقفا لأنه يتخاشع٥. واللفظة من الألفاظ المعربة المأخوذة عن اليونانية، فهي "ابسكوبوس" Episkopos" في الإغريقية، وقد نقلت منها إلى السريانية، ثم نقلت منها إلى العربية٦. وقد وردت في كتب التواريخ والسير، حيث ورد في شروط الصلح التي عقدها الرسول مع أهل نجران، شرط هو: "لا يغير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته".


١ النصرانية وآدابها، القسم الثاني، الجزء الثاني، القسم الأول "ص١٩٠ وما بعدها"، غرائب اللغة "ص٢٥٥".
٢ صبح الأعشى "٥/ ٤٧٢".
٣ محيط المحيط "٢/ ١٩٨٧"، غرائب اللغة "ص٢٦٩".
٤ تاج العروس "٣/ ٥٤٦"، "مطر"، النصرانية "١٩١"، البلدان "٤/ ١٢٢" "ديارات الأساقفة".
٥ اللسان "١١/ ٥٦"، البلدان "٤/ ١٢٢"، تاج العروس "٦/ ١٤١"، صبح الأعشى "٥/ ٤٧٢"، مقدمة ابن خلدون "٢٣٤"، تأريخ ابن خلدون "٢٧، القسم الأول ص٢٩٧" اللسان "٩/ ١٥٦" "صادر".
٦ النصرانية وآدابها، القسم الثاني، الجزء الثاني، القسم الأول "ص١١٩"، غرائب اللغة "ص٢٥٢" محيط المحيط "١/ ٩٧٠"، البستان "١/ ١١١"، النهاية في غريب الحديث "٤/ ٢٣٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>