للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استيراد الشجر من خارج جزيرة العرب، من الأسماء الأعجمية التي عرفت بها في الجاهلية، والتي تتحدث عن المكان الذي استوردت منه.

وقد ذكر أهل الأخبار أسماء عدد من الأشجار نبتت ونمت نموًّا طبيعيًّا، منها ما نبت على الجبال والمرتفعات، ومنها ما نبت في البوادي وفي التهائم. فهي من الأشجار الوحشية التي لم تزرعها يد إنسان. بعض منها مثمر، يستفاد من ثمره، وبعض منها مثمر، غير أنه لا يمكن الاستفادة من ثمره، ولا ينتفع به إنسان أو حيوان. وبعض منه عقيم، غير مثمر.

ومن الأشجار المعروفة: التين الوحشي، أو التين البري. ويكثر وجوده في الجبال والمرتفعات. وقد عرفت جبال السراة بكثرة وجود هذا التين بها، والزيتون الوحشي "العتم". ذكر علماء اللغة أن "العتم" شجر الزيتون البري، وقيل هو ما ينبت منه في الجبال، ويوجد شجر يشبهه ينبت بالسراة١. ويستخرج الأهلون اليوم منه دهنًا قائم السواد يسمى "القطران"، لطلاء الأبواب والنوافذ في أرض "شمران" المحاذية للسراة في المملكة العربية السعودية٢. واتخذت منه الأسوكة. ورد: الأسوكة ثلاثة: أراك، فإن لم يكن فعتم أو بطم٣.

والحماط، شجر شبيه بالتين، خشبه وجناه وريحه، إلا أن جناه هو أصغر وأشد حمرة من التين، ومنابته في أجواف الجبال، وقد يستوقد بحطبه ويتخذ خشبه لما ينتفع به الناس، ويبنون عليه البيوت والخيام. وقيل هو في مثل نبات التين، غير أنه أصغر ورقًا وله تين كثير صغار من كل لون أسود وأملح وأصفر، وهو شديد الحلاوة، ويحرق الفم إذا كان رطبًا، فإذا جف ذهب ذلك عنه، وهو يدخر، وله إذا جف متانة وعلوكة، وهو أحب شجر إلى الحيات، تألفه كثيرًا، ولذلك قيل: شيطان حماط، وهو شجر التين الجبلي، أو هو الأسود الصغير المستدير منه، أو هو شجر "الجميز"٤. و"الجميز" التين الذكر، يكون بالغور، وهو حلو، وهو الأصفر منه والأسود يدمي الفم٥.


١ تاج العروس "٨/ ٣٨٨"، "عتم".
٢ جريدة البلاد السعودية "العدد ١٦٤، السنة الأولى، ١٢ أغسطس ١٩٥٩". "الزراعة ومشاكلها في شمران".
٣ تاج العروس "٨/ ٣٨٨"، "عتم".
٤ تاج العروس "٥/ ١٢١"، "حمط".
٥ تاج العروس "٤/ ١٨"، "جمز"، عرام "٤١٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>