للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بـ" أبي يعقوب" كان يهوديا فأسلم, وقد زود "ابن الكلبي" وغير ابن الكلبي بقسط من هذه الأسماء التي يستعملها النسابون في الأنساب. وكان "محمد بن إسحاق" صاحب السيرة يعتمد على أهل الكتاب، ويكثر الرواية عنهم ويسميهم أهل العلم الأول١.

وقد استغل نفر من أهل الكتاب حاجة المسلمين هذه إلى الوقوف على "البدء"٢ أي: مبدأ الخلق والتكوين، وقصص الرسل والأنبياء، وكيفية توزع البشر، فأخذوا يفتعلون ويضعون ويصنعون على التوراة والكتب اليهودية المقدسة، يبيعونه لهم أو يتقربون به إليهم، ادعاءً للعلم والفهم. قال الطبري: "كان ناس من اليهود كتبوا كتابًا من عندهم يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله ليأخذوا به ثمنا قليلا"٣.

أما ما ذكروه من أن "أبا يعقوب" التدمري وجد في كتاب "بورخ بن ناريا" "كاتب إرميا"، نسب "معد بن عدنان" فإنه كذب وتلفيق، فليس في كتاب "بورخ" شيء من هذا النسب. وكتابه من جملة أسفار "الأبوكريفا" في نظر "البروتستانت"٤، وهو مترجم إلى العربية ومطبوع مع أسفار التوراة الأخرى، في الترجمة "الكاثوليكية"، وقد قرأناه فلم نجد فيه شيئا من هذا الذي يذكره اليهودي الذي دخل في الإسلام وليس لـ"بورخ" كتاب آخر فنقول:


١ الفهرست "ص١٣٦"، "عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني بعض أهل العلم من أهل الكتاب"، الإكليل "١/ ٣١".
٢ "وفي كتاب البدء، ونقله ابن سعيد"، قيل للكتب التي تبحث في الخلق وبدء التكوين والأنبياء "كتب البدء"، قال المسعودي: "وما ذكره أهل التاريخ والمصنفون لكتب البدء، كوهب بن منبه وابن إسحاق وغيرهما ... " مروج "١/ ٣٢٠" ابن خلدون "٢/ ١٨، ٣٤".
٣ "وكان رجل من أهل تدمر يكنى أبا يعقوب من مسلمة بني إسرائيل, قد قرأ من كتبهم وعلم علمهم، فذكر أن بورخ بن ناديا كاتب إرميا أثبت نسب معد بن عدنان عنده ووضعه في كتبه، وأنه معروف عند أحبار أهل الكتاب وعلمائهم مثبت في أسفارهم، وهو مقارب لهذه الأسماء، ولعل خلاف ما بينهم من قبل اللغة؛ لأن هذه الأسماء ترجمت من العبرانية"، الطبقات "جـ١، ق١، ص٢٩"، تفسير الطبري "١/ ٣٠٠"، "٣/ ٢٣١".
Nallino, raccolta, vol. ٣, p. ١٢٠, sprenger, mohammad, vol. ٣, p. cxxxiii, goldziher, muh. Stud. Bd. I, s. ١٧٨, muir, life of mihamet, cvii, bate, p. ١١٧
٤ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٢٠٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>