للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يصير شيئًا واحدًا، وبعد إخراج رأس المال بعد الحساب، والمؤن, والكلف يقسم الربح نصفين إن كانا شريكين، أو أكثر حسب عدد الشركاء ومقدار ما ساهم به كل واحد من الشركاء في رأس المال. وتوزع الخسائر، إن كانت هنالك خسائر على عدد المساهمين، وبنسب ما ساهم كل واحد من المساهمين في رأس المال١.

وقد ورد في الأخبار أن "نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم" كان في الجاهلية شريكًا "للعباس بن عبد المطلب"، وكانا شريكين متفاوضين في المال متحابين, ولما وقع في الأسر في "بدر"، فداه العباس. وقد كان غنيًّا، أسلم, وأعان رسول الله يوم بدر بثلاثة آلاف رمح٢. وكان "السائب بن أبي السائب صيفي بن عائذ" يشارك الرسول في تجارته، ويتاجران مع بلاد اليمن٣, وذكر أن "السائب بن عبد الله" المخزومي، كان هو شريك الرسول وصاحبه في الجاهلية٤. وورد أن "السائب بن الحارث بن صبرة" كان شريكًا للنبي بمكة٥. ويظهر أن اشتراك الثلاثة في الاسم، صير ثلاثتهم شركاء للرسول في تجارته، والصحيح أن واحدًا منهم كان شريكًا له.

وكان "مرداس بن أبي عامر" والد "العباس بن مرداس" الشاعر، شريكًا لحرب بن أمية والد أبي سفيان٦. وكان "العباس بن أنس" شريكًا لعبد المطلب٧.

وقد شارك "البرَّاء بن عازب" "زيد بن أرقم" بالصرف، وهو بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة. ثم راجعا رسول الله فيه، فقال لهما: "ما كان يدًا بيد فخذوه، وما كان نسيئة فذروه"٨.

وقد تشارك أهل مكة فيما بينهم في تكوين الشركات، كما تشاركوا مع غيرهم


١ نهاية الأرب "٩/ ١٨".
٢ البرقوقي "ص٧٢".
٣ إمتاع الأسماع "١/ ٨ وما بعدها"، الإصابة "٢/ ١٠"، "رقم ٣٠٦٤".
٤ الإصابة "٢/ ١٠"، "رقم ٣٠٦٦".
٥ الإصابة "٢/ ١٠"، "رقم ٣٠٥٧".
٦ الإصابة "٢/ ٢٦٣"، "رقم ٤٥١١".
٧ الإصابة "٢/ ٢٦٢".
٨ إرشاد الساري "٤/ ٢٩٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>