للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل التاسع بعد المئة: الطبقة المملوكة]

[مدخل]

...

الفصل التاسع بعد المائة: الطبقة المملوكة

وأدنى الطبقات منزلةً في المجتمع، هي الطبقة التي تحترف الحرف، وطبقة الرقيق، أي: الطبقة المملوكة, التي تساوي الحيوان في كونها مخلوقات حية مملوكة لغيرها، ليس لها في هذه الحياة حرية ولا رأي ولا اختيار. فقدت حريتها بالرق، وصارت ملك سيدها، وهي وما تنتجه ملك للمالك، ويدخل في ذلك نسلها إلى الأبد، إذ إذا منَّ المالك على عبده بفك رقبته، فيصير حرًّا، وتنتقل الحرية إلى نسله كذلك.

والرقيق سلعة من سلع السوق، تباع وتشترى كما تباع وتشترى أية سلعة أخرى. وليس لها سعر ثابت معين، إنما يتوقف ثمنها على عمر تلك السلعة وعلى درجتها من الجمال وعلى نوع جنسها وعلى حذق ومهارة ودرجة فطنة وذكاء تلك السلعة الآدمية وعلى الأعمال التي تتمكن من القيام بها. ولم نعثر على نصوص جاهلية فيها أسعار الرقيق، أما أخبار أهل الأخبار، فقد ذكرت في بعض المناسبات أسعار بعض الرقيق، فساعدتنا بذلك على تكوين رأي عن سعر هذه البضاعة الحية عند ظهور الإسلام.

فقد ذكرت كتب السير والتواريخ والصحابة، أن "خديجة" ملكت "زيد بن حارثة" اشتراه لها "حكيم بن حزام بن خويلد"، بسوق عكاظ بأربعمائة درهم١. وذكرت أن "أبا بكر" اشترى "بلال بن رباح" مؤذن الرسول


١ ابن سعد، طبقات "١/ ٤٩٧"، الأحكام السلطانية، لأبي يعلى "١٨٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>