للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيصير عبدًا لهما أو لهم, أو أن يتشارك رجلان أو أكثر في شراء عبد، فيكون مملوكًا لمشتريه, وكان بعضهم يتشاركون في شراء العبيد. وقد يبيع بعضهم حصصهم من العبيد لشركائهم أو لغيرهم، وقد يمنُّ بعض منهم على عبده أو عبيده؛ فيتنازل عن حقه فيه أو فيهم، ويبقى العبد مملوكا للشريك الآخر أو لبقية الشركاء، لحقهم فيه. وكان منهم من يرضى بعتقه على أن يدبر له ما بذمته من حق١.

ومن حق سيد العبد بيعه متى شاء، أو إهداؤه إلى من يريد. فهو ملكه، ومن حق المالك أن يفعل بما يملكه ما يشاء ويريد٢.

وقد تضخم عدد الموالي بين أهل الحضر وبين أهل المدر، حتى صار لهم شأن يذكر، ولما ظهر الإسلام كان الموالي من العوامل المؤثرة في التوازن السياسي عند الحضر وعند القبائل، حتى ذكروا في العقود لكثرة عددهم وللحقوق المترتبة لسادتهم عليهم، فلما عقد الرسول عقده مع وفد "جعفى" من قبائل اليمن، واستعمل الرسول "قيس بن سلمة" من بني "مرَّان بن جعفى"، كتب له كتابا فيه: "إني استعملتك على مران ومواليها، وحريم ومواليها، والكلاب ومواليها"٣. و"الكلاب": أود، وزبيد، وجزء سعد العشيرة، وزيد الله بن سعد، وعائذ الله بن سعد، وبنو صلاءة من بني الحارث بن كعب. ولما عقد الرسول عهده مع "وفد همدان"، وكتب لقيس بن مالك بن سعد بن لؤي الأرجي كتابا، ولاه فيه على قومه، جاء فيه أنه ولاه "على قومه همدان: أحمورها وغربها وخلائطها ومواليها أن يسمعوا له ويطيعوا"٤. وذكر الموالي مع همدان والأحمور والغرب والخلائط يشير بالطبع إلى أهميتهم وإلى كثرة عددهم في ذلك العهد.

والأحمور: هم قُدم، وآل ذي مران، وآل ذي لعوة، وأذواء همدان. والغرب: أرحب، ونِهم، وشاكر، ووادعة، ويام، ومرهبة، ودالان، وخارف، وعذر، وحجور٥.


١ إرشاد الساري "٤/ ٣٠٣".
٢ الإصابة "٣/ ٣٧٤"، "رقم ٧٨٥٨".
٣ ابن سعد، طبقات "١/ ٣٢٥".
٤ ابن سعد، طبقات "١/ ٣٤١".
٥ ابن سعد، طبقات "١/ ٣٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>