للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابتذله، والماهن: العبد والخادم١, والمهنة: العمل، والعامل: هو الذي يقوم بعمل ما، والعَمَلَة: العاملون بأيديهم، وهم الذين يرتزقون بعمل أيديهم, والعمالة: رزق العامل الذي جُعل له على ما قلد من العمل. ومن العملة: العاملون في طين، أو في حفر، أو في بناء, أو غير ذلك, وعامله معاملة: سامه بعمل, والاعتمال الذين يقومون بما تحتاج إليه من عمارة وزراعة وتلقيح وحراسة ونحو ذلك, وما يعطاه العامل من أجر العمل هو "العملة"٢.

وأغلب العَمَلة فقراء لا يملكون شيئًا، رزقهم بعملهم، فإذا مرض أحدهم أو أصيب بعاهة انقطع رزقه. ثم إن أجورهم قليلة وأرزاقهم من عملهم شحيحة؛ ولذلك كانت حياتهم ضنكًا, عليهم العمل قدر الإمكان لإعاشة أنفسهم وذويهم، والمشي على أرجلهم بحثًا عن عمل؛ ولهذا فلا عجب إذا ما عرفوا بـ"بني عمل". و"بنو عمل": المشاة على أرجلهم من المسافرين, الذين وصفهم أحد الأعراب, فقال:

يحث بكرًا كلما نص ذمل ... قد احتذى من الدماء وانتعل

ونقب الأشعر منه والأظل ... حتى أتى ظل الأراك فاعتزل

وذكر الله وصلى ونزل ... بمنزل ينزله بنو عمل

لا ضفف يشغله ولا ثقل٣

والحرفة، أي: العمل باليد, من الأمور المستهجنة عند الأعراب، وعند أكثر العرب أيضًا، فلا يليق بالعربي الشريف الحر أن يكون صانعًا؛ لأن الصناعة من حرف العبيد والخدم والأعاجم والمستضعفين من الناس. وقد سبق أن تحدثت عن مكانة الصناع في المجتمع، وعن ازدراء الناس لهم، على الرغم من احتياجهم إليهم، وكونهم الطبقة المنتجة المثمرة في المجتمع، وأن أيديهم هي التي تصنع ما يحتاج الإنسان إليه من حاجات، ومدحهم الرجل الصنع اليد بقولهم: "رجل صنع اليدين", أي: حاذق ماهر في الصنعة, مجيد, من قوم صنعي الأيدي،


١ تاج العروس "٩/ ٣٥٤ وما بعدها"، "مهن".
٢ تاج العروس "٨/ ٣٥"، "عمل".
٣ تاج العروس "٨/ ٣٥"، "عمل".

<<  <  ج: ص:  >  >>