للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما "سبأ"، وقد ذكر الاسم بالسين في هذا الموضع من التوراة، فإنه اسم شهير معروف، هو شعب سبأ. وتصور التوراة وجود "سبأ" في "كوش" يشير إلى انتشار السبئيين في إفريقيا، ووقوف العبرانيين على ذلك. وعندي أن ذكر السبئيين مرة بـ"شبا" أي: بالشين المعجمة, ومرة بالسين المهملة, إنما وقع من كتبة الأسفار, كتبوه بالشين على وفق النطق العبراني، وكتبوه بالسين على نحو ما ينطق به في العربية، فظهر الاسم وكأنه اسم شعبين متباينين، ولا سيما في الموضع المذكور، حيث ظهر اسم "سبا" بالسين، ابن من أبناء "كوش"، بينما ظهر بالشين أي: "شبا" ابن من أبناء رعمة وشقيق لـ"ددان" على حين ورد بالشين أيضا في أولاد يقطان. والظاهر أن المورد الذي استقى منه كتبة الأسفار هذه الأسماء سموها بالشين من إخوانهم العبرانيين الذين كانوا على اتصال بالسبئيين، وذلك على وفق نطقهم، وقد كان هؤلاء السبئيون من سكان اليمن وأعالي الحجاز، فأطلقها عليهم بحسب نطق العبرانيين بها، وسمع عن السبئيين الآخرين وهم من دعاهم بـ"الكوشيين" من العرب، فضبطها بالسين، وفرَّق بين الأنساب على طريقة العبرانيين من نسبة الأقوام إلى المواضع التي يقيم من ينسبونهم بها.

وأما "حويلة"، فقد تحدثت عنها في كلامي على أبناء "يقطان".

وأما "سبتة" "Sabta"، فقد رأى بعض العلماء أنها قبيلة من قبائل جزيرة العرب، يجب أن تكون مواطنها بين "سبأ" و"رعمة"، ورأى آخرون أنها على ساحل الخليج١، على حين رأى آخرون أنها "Sabota" أي "شبوة" عاصمة حضرموت، ورأى "كلاسر" أنها في اليمامة٢.

وأما "رعمة" "Raamah"، فإنه والد "شبا" و"ددان" "ديدان"، ولكونه أحد أبناء "كوش" وجب البحث عن أرضه في إفريقيا، إلا أن العلماء لا يتفقون على ذلك، بل يذهب أكثرهم إلى أن "رعمة" كناية عن أرض هي في مكان ما من جزيرة العرب، في غرب الخليج العربي حيث موضع "Regma" الذي ذكره "بطلميوس"، أو في أرض


١ hastings, p. ٨٠٩, enc. Bibli. P. ٤١٨١
٢ glaser, skizze, ٢, s. ٢٥٢, enc. Bibli. P. ٤١٨١

<<  <  ج: ص:  >  >>