للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأساس والتصميم. وقد عثر على أنواع منها في مواضع من جزيرة العرب.

وفي التوراة وصف لكيفية إعداد الصوف وشعر الماعز للغزل. فقد كان على الغزَّال تنظيف الصوف والمادة المراد غزلها قبل غزلها، وذلك بنثر المادة وتنظيفها من المواد الغريبة المختلطة بها. وقد تضرب بعصا أو بآلهة خاصة، على نحو ما يفعله "النداف" في الوقت الحاضر؛ لتلطيف المادة المراد غزلها وجعلها سهلة للغزل, وقد تغسل بالماء ثم تنشف ثم تنظف. فإذا وجد أن المادة المراد غزلها صارت نقية صالحة للغزل، غزلت. وقد عثر على صور لعمال كانوا يقومون بغسل المواد قبل غزلها على نهر النيل، وقد صورت على جدران مقابر قدماء المصريين١.

وأهل الجاهلية مثل من تقدم أيضًا في تنظيف الصوف وشعر الماعز والوبر والكتان وسائر المواد الأخرى المراد غزلها، كانوا ينظفونها ويمشطونها بأمشاط خاصة؛ لإخراج ما قد يعلق بها فيها من مواد غريبة، ويعالجونها معالجة خاصة, فإذا نظفت وخلصت من الشوائب، غزلت. وقد كانوا يدقون الكتان لتهترئ أليافه وتتشقق فتنفصل، ثم يمشط بالممشقة، حتى يخلص وتبقى فتاته وقشوره، ويؤخذ الكتان لغزله ونسجه. أما الفتات والقشور، فهي المشاقة، وتستعمل في حشو الخفتان وللقبس٢.

ويقال لمشاقة الكتان وللخشن من ليف الكتان والقنب: "أسطبة"٣. ويظهر أنها من أصل يوناني هو ""Stippi٤.

ويهيئ الفتال "السلك"، وهو الخيط, وقد يكون من حرير أو قطن أو كتان. وإذا وضع في الخيط الخرز واللؤلؤ، فيقال لذلك عندئذ: "السمط"٥.

ومن اللوازم المستعملة في البيوت وفي الحياة اليومية والتجارية، الحبال، يستعملونها من لحاء الشجر في بعض الأحيان، يؤخذ فيدق ويفتل منه حبل، ويقال لذلك:


١ Hastings, p. ٨٧٣
٢ المغرب "٢/ ١٨٦"، "والمشاقة "كثمامة": ما سقط من الشعر أو الإبريسم والكتان والقطن عند المشط، أي: تخليصه وتسريحه، وهي المشاطة أيضًا". تاج العروس "٧/ ٧٠".
٣ تاج العروس "١/ ٢٩٨".
٤ غرائب اللغة "ص٢٥٢".
٥ المغرب "ص٢٦٤"، "والسلكة "بالكسر": الخيط الذي يخاط به الثوب، الجمع: سلك بحذف الهاء، جمع الجمع: أسلاك وسلوك" تاج العروس "٧/ ١٤٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>