للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعددة، تباعد أشكال بعضها تباعدًا كثيرًا عن الأصل، حتى عسرت على القارئ قراءة النص، وهذا مما أوجد مشاكل لقراء هذه النصوص في قراءتها قراءة صحيحة.

و"هاليفي" الذي هو أول من تمكن من تشخيص الأبجدية الصفوية، وأول من سمّاها بهذه التسمية لم يتوفق في الواقع إلا في معرفة "١٦" حرفًا من الحروف الثمانية والعشرين التي تتكون منها الأبجدية الصفوية. أما الحروف الباقية، فقد أخطأ في تشخيصها، حتى جاء "بريتوريوز" فتمكن من تشخيص خمسة أحرف أخرى، كما تمكن الأستاذ "ليتمان" من تشخيص هوية سبعة أحرف، فاكتمل العدد ثمانية وعشرين حرفًا١.

ومن الصعوبات التي تعترض قارئ الكتابات الصفوية في قراءة هذه الكتابات وفي فهمها أن للحروف فيها كما قلت آنفًا جملة رسوم، وأن بعض رسوم الحرف الواحد هي رسوم لحرف آخر. فبعض صور الباء هي أيضًا صور للظاء، ولهذا قد تقرأ "باء"، كما تقرأ "ظاء". ويتشابه كذلك رسم الخاء مع التاء، واللام مع النون، والهاء مع الصاد، وكذلك رسوم حروف أخرى, فكانت من هذا كله صعوبات كبيرة تعترض الباحث في قراءة هذه النصوص وفي تثبيت معناها. ولا سيما أن هذه الأبجدية هي كالأبجديات الأخرى خالية من الشكل ومن التشديد ومن حروف العلة في أكثر الأحيان ومن المقاطع، فلا فرق فيها في الكتابة بين الفعل والاسم والفاعل والمفعول به، وفيها مصطلحات وتراكيب نحوية غير معروفة في عربيتنا أو في اللهجات السامية الأخرى. وعلى الباحث إعمال ذكائه في كشف المعاني ومواقع الكلم في هذه النصوص.

وهناك صعوبة أخرى تعترض الباحث في قراءة النصوص الصفوية تكمن في عدم وجود قاعدة معينة للابتداء في الخط. فالكاتب بهذا القلم حر كما يظهر من


١ Semitisk, Dritter Band, Zwiter und Dritter Abschnitt, ١٩٤٥, S. ٢١٣.
رينه ديسو، العرب في سوريا قبل الإسلام "ص٦٥ وما بعدها"، "تعريب عبد الحميد الدواخلي".

<<  <  ج: ص:  >  >>