للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدد "٦٠"، كتبنا العدد "٢٠" ثلاث مرات. وإن كان العدد "٨٠"، كتبناه أربع مرات. أما إذا كان العدد العشرات من غير الأعداد الزوجية كما في مثل ثلاثين، فإننا نكتب العدد "٢٠" أولًا ثم نضع الرقم "١٠" على يساره، فيتكون من مجموع قيمة العددين "٣٠". أما إذا أردنا الرقم "٧٠" مثلًا، كتبنا العدد "٢٠" ثلاث مرات، ثم العدد "١٠" على الجهة اليسرى من الأرقام الثلاثة. وقد كتب هذا العدد في بعض الكتابات الإرمية بست نُقط: ثلاث نقط في أعلا وثلاث نقط في أسفلها، ونقطة على الجهة اليسرى من المجموعتين وفي مقابل الموضع الوسط الذي يكون الحد الفاصل بين المجموعتين وعلى هذا الشكل " ... "١

أما العدد مائة، فقد رمز عنه بعلامات متعددة، منها هذه العلامات: " ْ١" و"" و"". ونرى أن العلامة الأولى هي توسيع للرقم الذي رمز إليه عن العشرة. وقد اتخذ النبط علامة تشبه الرقم "٩"، أو الحرف "P" في اللاتينية. وقد سبق أن ذكرت أن العرب الجنوبيين كانوا قد اتفقوا على اعتبار الحرف الأول وهو الميم من لفظة مائة هو الرمز الذي يشير إلى العدد، واعتبروا نصف هذا الحرف رمزًا على العدد "٥٠" باعتبار أن الخمسين نصف المائة، فنصف الحرف ميم هو رمز عن هذا العدد.

أما العدد الألف، فقد وجدت له في بعض الكتابات علامات خاصة. وقد رمز عنه الفينيقيون وبنو إرم بعلامة هي عبارة عن خط مائل يتصل به ما يشبه نصف القوس من جهة اليمين، ورأس الخط مائل إلى اليمين، أما أسفله فمتجه نحو اليسار٢.

ولم ترد في الكتابات الصفوية أرقام كثيرة، لذلك لا نستطيع أن نحكم على طريقتهم في الترقيم وفي العدّ. غير أن في استطاعتنا القول، استنادًا إلى هذه النماذج القليلة التي وصلت إلينا: إنهم اتبعوا في الترقيم الطريقة النبطية وطريقة أهل تدمر، ولم يتبعوا طريقة العرب الجنوبيين في تدوين العدد. ويمكن إرجاع سبب ذلك إلى اتصالهم اتصالًا مباشرًا بالنبط وبأهل تدمر، وإلى تأثرهم بثقافتهم.


١ راجع الألواح الخاصة الملحقة بكتاب: M. Lidzbarski والخاصة بالنصوص.
٢ راجع آخر المصور الملحق بكتاب M. Lidzbarski اللوح الخاص بالأرقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>