للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر علماء اللغة أن العام أخص مطلقًا من السنة، فتقول: كل عام سنة، وليس كل سنة عامًا. وذكر بعض العلماء أن العام كالسنة، لكن كثيرًا ما تستعمل السنة في الحول الذي يكون فيه الجدب والشدة، ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة، والعام فيما فيه الرخاء والخصب. وقال بعض آخر: السنة أطول من العام، وهي دورة من دورات الشمس، والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة. وذكر بعضهم أن العام لا يكون إلا شتاءً وصيفًا، وإنك إذا عددت اليوم إلى مثله فهو سنة١.

وقد وردت لفظة "عوم" في نص واحد من نصوص المسند، بمعنى سنة، أي: في معنى "عام" في لساننا٢. ولكن الغالب أن يعبر عن السنة بلفظة "خرف"، أي: "الخريف"، ويظهر أنهم أطلقوا على السنة "الخريف"، لأن الخريف هو من أبرز المواسم في العربية الجنوبية وله أهمية خاصة بالنسبة لهم، ولذلك غلبوا التسمية على كل العام.

و"الحول" السنة اعتبارًا بانقلاب الشمس ودوران الشمس في مطالعها ومغاربها.

وقد وردت في القرآن الكريم. ويظهر أنها من الألفاظ الجاهلية القديمة. والحولي: ما أتى عليه حول من ذي حافر وغيره، ويقال: جمل حولي ونبات حولي٣.

وذكر علماء اللغة أن "الخريف" السنة والعام، أي: بالمعنى المفهوم من اللفظة في كتابات المسند. وذهب بعض العلماء إلى أن الخريف هو الفصل المعروف.

وأما ورود اللفظ بمعنى السنة والعام في أحاديث الرسول، فلأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة، ولذلك قصد باللفظة المسافة تقطع من الخريف إلى الخريف، وهو السنة٤.

ويستعمل العرب الجنوبيون لفظة "خرف" "خريف" في مكان سنة في لغتهم. وترد في النصوص المؤرخة، حيث تفيد توريخ حادث ما، وتثبيته بذكر السنة التي وقع بها من سني الملك أو الرئيس الذي أرخ الحادث به. فيكتب:


١ تاج العروس "٨/ ٤١٢".
٢ Le Museon, ٦٦, p. ١١٩, Beeston, p. ٢٠, ٤٤, CIH. ٥٧٥, ٨, Rep, Epig. ٢٩٥٨ A.
٣ تاج العروس "٧/ ٢٩٣".
٤ تاج العروس "٦/ ٨٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>