للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك من يجعل السنة ستة أزمنة: الوسمي، والشتاء، والربيع، والصيف، والحميم، والخريف١.وحصة كل زمن من هذه الأزمنة شهران.

وذكر بعض العلماء أن السنة عند العرب ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول وشهران صيف وشهران قيظ وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف وشهران شتاء. وذكر بعضهم أن السنة أربعة أزمنة: الربيع الأول وهو عند العامة الخريف، ثم الشتاء، ثم الصيف وهو الربيع الآخر، ثم القيظ. وهذا هو قول العرب في البادية. والربيع جزء من أجزاء السنة، وهو عند العرب ربيعان: ربيع الشهور وربيع الأزمنة. فربيع الشهور شهران بعد صفر. سميا بذلك لأنهما حدا في هذا الزمن فلزمهما في غيره. ولا يقال فيهما إلا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر. وأما ربيع الأزمنة. فربيعان: الربيع الأول وهو الفصل الذي يأتي فيه النور والكمأة، وهو ربيع الكلأ. والربيع الثاني، وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار. ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وهو الخريف: الربيع الأول، ويسمى الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنور الربيع الثاني. وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع٢.

وقسم بعضهم الشتاء إلى ربيعين: ربيع الماء والأمطار وربيع النبات لأن فيه ينتهي النبات منتهاه. والشتاء كله ربيع عند العرب لأجل الندى٣.

ويظهر من المسند أن العرب الجنوبيين كانوا يقسّمون السنة إلى فصول كذلك، وأنهم كانوا مثل غيرهم يقسمونها إلى فصول أربعة: الشتاء والربيع والصيف والخريف. ولا يعني هذا التقسيم الرباعي أن الجو في العربية الجنوبية أو في أي مكان آخر في جزيرة العرب كان يختلف اختلافًا واضحًا بينًا من حيث التطرف أو الاعتدال باختلاف هذه الفصول الأربعة، وأن شهور الفصول هي متساوية بالفعل، وأن عدة كل فصل ثلاثة أشهر، بل هو في الواقع تقسيم علمي نظري.

أما من الناحية العلمية، فإن فصلي الصيف والشتاء هما أبرز الفصول وأوضحها


١ بلوغ الأرب "٣/ ٢٤٤"، صبح الأعشى "٢/ ٤٠٥".
٢ تاج العروس "٥/ ٣٤٠ وما بعدها"، "ربع"، صبح الأعشى "٢/ ٤١٥ وما بعدها".
٣ تاج العروس "٥/ ٣٤٠"، "ربع".

<<  <  ج: ص:  >  >>