للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الحارث، ثم أد بني كنانة"١. وذكر أنه "كان رجل من بني كنانة، يأتي كل عام في الموسم على حمار له، فيقول: أيها الناس، إني لا أعاب ولا أحاب، ولا مردّ لما أقول. إنا قد حرمنا المحرم، وأخرنا صفر. ثم يجييء العام المقبل بعده، فيقول مثل مقالته. ويقول: إنا قد حرمنا صفر وأخرنا المحرم فهو قوله: {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّه} ٢. وكان هذا الرجل يقال له: القلمس٣.

وكان آخر النسأة، "جنادة بن عوف بن أمية بن قلع بن عيّاد "عباد" بن حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن زيد بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة"، أبو "ثمامة"٤ "أبو أمامة" الكناني. نسأ الشهو أربعين سنة، وأدرك الإسلام. وكان أبعد النسأة ذكرًا، وأطولهم أمدًا. وذكر أن اسمه "أمية بن عوف بن جنادة بن عوف بن عياد بن قلع بن فقيم بن عدي بن عامر بن الحارث بن ثعلبة"٥، وذكر أيضًا أنه "القلمس بن أمية بن عوف بن قلع بن حذيفة بن عبد بن فقيم"٦.

ووردت في خبر ينسب إلى "ابن عباس"، أنه قال: النسأة في كندة٧.

وأنهم كانوا النسأة الأول، قبل المذكورين٨. وذهب "الجاحظ" إلى أن النسيء كان في كنانة، وأما السدانة، فكانت في "مر بن أُدّ" "من رهط صوفة والرُّبيط منها أصحاب المزدلفة، وكانت عدوان وأبو سيارة عميلة بن أعزل، تدفع الناس"٩ ويكاد يكون الإجماع على أن النسيء كان من حق "كنانة"، لم يتولَّه غيرهم.

وذكر أن الناسئ، كان يحل للمحرمين قتال "خثع" و"طيء"، "لأنهم كانوا لا يحرمون الأشهر الحرم، فيغيرون فيها ويقاتلون. فكان من نسأ الشهور


١ تفسير الطبري "١٠/ ٩٢".
٢ تفسير الطبري "١٠/ ٩٢".
٣ تفسير الطبري "١٠/ ٩٣"، تفسير ابن كثير "٢/ ٣٥٦ وما بعدها".
٤ تاج العروس "١/ ١٢٤"، "نسأ"، "١/ ٤٥٦"، "طبعة الكويت"، نهاية الأرب "١/ ١٦٦"، الروض الأنف "١/ ٤٢".
٥ الإصابة "١/ ٢٤٨"، "رقم ١٢٠٧".
٦ نهاية الأرب "١/ ١٦٦"، تاج العروس "١/ ١٢٤"، "نسأ".
٧ اللسان "١/ ١٦٧"، "صادر".
٨ الأزرقي "١/ ١١٨".
٩ الحيوان "٧/ ٢١٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>