للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ينقط المصحف بالنحو١. وذكر أن النبي قال: "عليكم بتعلم العربية، فإنها تدل على المروءة وتزيد في المودة"٢. وروي أن عمر كتب: "أما بعد: فإني آمركم بما أمركم به القرآن، وأنهاكم عنه محمد، وآمركم باتباع الفقه والسنة والتفهم في العربية"٣، و "مُرْ من قبلك بتعلم العربية، فإنها تدل على صواب الكلام، ومُرْهم برواية الشعر، فإنه يدل على معالم الأخلاق"٤.

وورد أن "عبد الله بن مسعود" كان يتعاطى العربية والشعر، وقد كان يسأل في ذلك "زر بن حُبَيش"، وكان من أعرب الناس٥. "قال عاصم: كان من أعرب الناس. وكان ابن مسعود يسأله عن العربية"٦. وورد: "كان بعض اليهود قد علم كتاب بالعربية، وكان تعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول"٧.

وورد أن أهل الحيرة كانوا يتعلمون "العربية" في الكتاتيب، وأن لهم ديوانًا يكتب بالعربية، كما كان للفرس ديوان يدون الرسائل إلى العرب بالعربية، وأن أهل الأنبار كانوا يكتبون بالعربية ويتعلمونها.

وبعد، فما هي تلك العربية التى كان "العلَّامة؟ " المزعوم يعلمها في المسجد وكان من أعلم الناس بها؟ وما هي تلك العربية التى كان الخليفة يوصي حكامه وأصحابه بأخذ الناس بها؟ أو العربية التى علمها اليهود بيثرب؟ عربية بمعنى الإبانة والإفصاح وتحريك الفم تحريكًا كفيلا بإخراج الحروف من مخارجها إخراجًا واضحًا؟ أم عربية أخرى؟ أم عربية الكتابة أي: تقليم الخط، أم بالمعنى الذي دفع "أبا الأسود" على وضع العلامات لضبط الحركات ولصيانة الألسنة من الوقوع في اللحن. ولو سألتني رأيي، لقلت لك حالا: إنها العربية الثانية. العربية الكفيلة بضبط الألسنة وتعليمها كيفية النطق الصحيح وفقًا لقواعد العربية، أي الإعراب وتفسير معانى الألفاظ، أي اللغة، وأوضح دليل على ما أقوله، ما جاء في الرواية المتقدمة من أن "عمر بن الخطاب" لما سمع خطأ الأعرابي


١ السجستاني، المصاحف "١٤٢".
٢ الفائق "٣/ ١٥٣".
٣ خورشيد أحمد فاروق "١٤٠"، "النص العربي".
٤ كنز العمال: "٥/ ٢٤١"، خورشيد أحمد فارق "١٤٠".
٥ ابن سعد "٦/ ٧١".
٦ الإصابة "١/ ٥٦٠"، "رقم٢٩٧١".
٧ فتوح البلدان، للبلاذري "٤٥٩"، المعارف لابن قتيبة "١٩٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>